سنه 17
و خفت اعضادها، و تغيرت ألوانها و حذيفةيومئذ مع سعد.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحه و أصحابهما، قالوا: كتب عمر الى سعد:انبئنى ما الذى غير الوان العرب و لحومهم؟فكتب اليه: ان العرب خددهم و كفى ألوانهم وخومه المدائن و دجلة، فكتب اليه: ان العربلا يوافقها الا ما وافق ابلها من البلدان،فابعث سلمان رائدا و حذيفة- و كانا رائدىالجيش- فليرتادا منزلا بريا بحريا، ليسبيني و بينكم فيه بحر و لا جسر، و لم يكنبقي من امر الجيش شيء الا و قد اسنده الىرجل، فبعث سعد حذيفة و سلمان، فخرج سلمانحتى ياتى الأنبار، فسار في غربي الفرات لايرضى شيئا، حتى اتى الكوفه.
و خرج حذيفة في شرقى الفرات لا يرضى شيئاحتى اتى الكوفه، و الكوفه على حصباء- و كلرمله حمراء يقال لها سهله، و كل حصباء ورمل هكذا مختلطين فهو كوفه- فأتيا عليها، وفيها ديرات ثلاثة: دير حرقه، و دير أمعمرو، و دير سلسله، و خصاص خلال ذلك،فاعجبتهما البقعة، فنزلا فصليا، و قال كلواحد منهما: اللهم رب السماء و ما اظلت، ورب الارض و ما اقلت، و الريح و ما ذرت، والنجوم و ما هوت، و البحار و ما جرت، والشياطين و ما اضلت، و الخصاص و ما اجنت،بارك لنا في هذه الكوفه، و اجعله منزل ثباتو كتب الى سعد بالخبر.
حدثنى محمد بن عبد الله بن صفوان، قال:حدثنا اميه بن خالد، قال: حدثنا ابو عوانه،عن حصين بن عبد الرحمن، قال: لما هزم الناسيوم جلولاء، رجع سعد بالناس، فلما قدمعمار خرج بالناس الى المدائن فاجتووها،قال عمار: هل تصلح بها الإبل؟ قالوا: لا، انبها البعوض، قال: قال عمر: ان العرب لا تصلحبأرض لا تصلح بها الإبل قال: فخرج عماربالناس حتى نزل الكوفه