سنه 286
ثم دخلت
ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداثالجليله
فمن ذلك ما كان من توجيه محمد بن ابى الساجابنه المعروف بابى المسافر الى بغدادرهينه بما ضمن للسلطان من الطاعة والمناصحة، فقدم- فيما ذكر- يوم الثلاثاء،لسبع خلون من المحرم منها، معه هدايا منالدواب و المتاع و غير ذلك، و المعتضديومئذ غائب عن بغداد.
و في شهر ربيع الآخر منها ورد الخبر انالمعتضد بالله وصل الى آمد، فأناخ بجندهعليها، و اغلق محمد بن احمد بن عيسى بن شيخعليه أبواب مدينه آمد، و على من فيها مناشياعه ففرق المعتضد جيوشه حولها وحاصرهم، و ذلك لايام بقيت من شهر ربيعالاول، ثم جرت بينهم حروب، و نصب عليهمالمجانيق، و نصب اهل آمد على سورهمالمجانيق، و تراموا بها.
و في يوم السبت لإحدى عشره بقيت من جمادىالاولى وجه محمد بن احمد ابن عيسى الىالمعتضد يطلب لنفسه و لأهله و لأهل آمدالامان، فأجابه الى ذلك، فخرج محمد بناحمد بن عيسى في هذا اليوم و من معه مناصحابه و اوليائه فوصلوا الى المعتضد،فخلع عليه و على رؤساء اصحابه، و انصرفواالى مضرب قد اعد لهم، و تحول المعتضد منعسكره الى منازل ابن عيسى ابن شيخ و دوره،و كتب بذلك كتابا الى مدينه السلام مؤرخابيوم الأحد لعشر بقين من جمادى الاولى ولخمس بقين من جمادى الاولى منها وردالكتاب من المعتضد بفتحه آمد الى مدينهالسلام، و قرئ على المنبر بالجامع و فيهاانصرف عبد الله بن الفتح الى المعتضد و هومقيم بأمد من مصر باجوبه كتبه الى هارون بنخمارويه، و اعلمه ان هارون قد بذل ان يسلماعمال قنسرين و العواصم، و يحمل الى بيتالمال ببغداد في كل سنه أربعمائة الف