سنه 309
فجلس بين يديه حتى ضجر، فرفع طرفه الىالسماء و قال: الهى لكل حق حقيقة، و لكل خلقطريقه، و لكل عهد وثيقة، ثم قال: يا شبلي،من اخذه مولاه عن نفسه، ثم اوصله الى بساطانسه، كيف تراه! فقال الشبلى: و كيف ذاك؟قال: يأخذه عن نفسه ثم يرده على قلبه، فهوعن نفسه مأخوذ، و عن قلبه مردود، فأخذه عننفسه تعذيب، و رده الى قلبه تقريب، و طوبىلنفس كانت له طائعة، و شموس الحقيقة فيقلوبها طالعه، ثم انشد:
و يذكرون انه سمى الحلاج، لأنه اطلع علىسر القلوب، و كان يخرج لب الكلام، كما يخرجالحلاج لب القطن، بالحلج.
و قيل: كان يفعل بواسط بدكان حلاج، فمضىالحلاج في حاجه و رجع فوجد القطن محلوجا معكثرته، فسماه الحلاج.
و في الصوفية من يقبله، و يقول: انه كانيعرف اسم الله الأعظم و منهم من يرده، ويقول: كان مموها.
و يذكرون ان الشبلى انفذ اليه بفاطمهالنيسابوريه، و قد قطعت يده، فقال لها:قولي له: ان الله ائتمنك على سر من اسراره،فاذعته، فاذاقك حر الحديد، فان أجابكفاحفظى جوابه، ثم سليه عن التصوف، ما هو؟فلما جاءت أنشأ يقول:
و هذا الشعر للحسين بن الضحاك الخليعالباهلى.
ثم قال لها: امضى الى ابى بكر و قولي له: ياشبلي، و الله ما اذعت له سرا.
فقالت له: ما التصوف؟ فقال: ما انا فيه، والله ما فرقت بين نعمه و بلواه ساعه