تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 408
نمايش فراداده

«447»

سنه 365

عسقلان، و تخرج من تحتهما، قال: رضيت، وأخذ خاتم الفتكين على الوفاء.

و انفذ اليه جوهر مالا و الطافا، فاجتهدالقرمطى بالفتكين ان يغدر، فلم يفعل، فخرجو خرج جوهر و شرح لصاحبه الحال، فامرباخراج المال، و اثبات الرجال، و سار جوهرعلى مقدمته، و استصحب توابيت آبائه.

و لما عرف الفتكين، و القرمطى الحال، عادالى الرملة و احتشد، و تقارب العسكران، واصطفا للقتال، و جال الفتكين بين الصفين،فكبر و حمل و طعن و ضرب.

فعلا العزيز على رابيه، و على راسهالمظلة، و قال لجوهر: ارنى الفتكين، فأراهاياه، و كان على فرس ادهم بتجفاف من مرايا،و عليه فزاعند، اصفر و هو يطعن تاره، ويضرب باللت اخرى، و الناس يتحامونه.

فالتفت العزيز الى ركابى يختص به، و قالله: امض الى الفتكين و قل له:

انا العزيز، و قد أزعجتني من سرير ملكي، واخرجتنى لمباشره الحرب، و انا اسامحكبجميع ذلك، و لك على عهد الله، بانى أهب لكالشام باسره، و اجعلك اسلسهار عسكرى.

فمضى الركابى و اعاد الرسالة، فخرجالفتكين، بحيث يراه الناس، و ترجل و قبلالارض مرارا، و مرغ خديه، و قال: قللمولانا، لو تقدم القول لسارعت، فاما الانفليس الا ما ترى.

فعاد الى العزيز بالجواب، فقال: ارجع اليهو قل له: تقرب منى بحيث أراك و ترانى، فاناستحققت ان تضرب وجهى بالسيف فافعل.

فمضى، فقال الفتكين: ما كنت بالذي اشاهدطلعته و انابذه الحرب، و قد خرج الأمر عنيدي.

و حمل عند ذلك على الميسره فهزمها، و قتلكثيرا من أهلها، فحمل العزيز، و المظلةعلى راسه، فانهزم الفتكين و القرمطى، ووضع السيف في عسكرهما، فقتل منه عشرين الفرجل‏