تاریخ الأمم والملوک

أبی جعفر محمد بن جریر الطبری

جلد 11 -صفحه : 613/ 409
نمايش فراداده

«448»

سنه 365

و مضى القرمطى هاربا، و بذل لمن يأتيهبالفتكين مائه الف دينار.

و كان الفتكين يميل الى المفرج بن دغقل بنالجراح الطائي، و بتمرده لملاحته، و شاعذلك عنه، فانهزم يطلب ساحل البحر، و معهثلاثة من غلمانه، و به جراح، و قد جهدهالعطش، فلقيته سريه فيها المفرج، فلمارآه، التمس منه ماء، فسقاه، و قال له:سيرني الى اهلك، فحمله الى قريه تعرفبلبني، و احضر له ماء و فاكهة، و وكل بهجماعه، و بادر الى العزيز فاخبره، فاعطاهالمال الذى ضمنه، و مضى معه جوهر فتسلمه.

و تقدم بضرب مضارب، و احضر كل من حصل فيالاسر من اصحاب الفتكين، فامنهم و كساهم،و جعل كل واحد منهم فيما كان فيه معه، و وصلالفتكين فاخرج العسكر لاستقباله، و هو لايشك انه مقتول.

فلما وصل الى النوبه، و راى اصحابهمكرمين، و ترجل الناس له، و حمل الى دست قدنصب ليجلس فيه، رمى بنفسه الى الارض، والقى عمامته، و عفر و بكى بكاء شديدا، وقال: لم استحققت هذا الإبقاء! و امتنع منالجلوس في الدست.

و وافاه أمين الدولة ابو الحسن بن عمار، وجوهر و الخدم على ايديهم الثياب، و اعلموهرضا العزيز عنه، و البسوه الخلع، و تقدمالى البازيار به و اصحاب الجوارح بالمصيرالى مضربه، و راسله بالركوب الى الصيدتانيسا له، و قاد اليه عده دواب، و عادعشاء، و استقبله الفراشون و النفاطونبالمشاغل، و نزل و ركب العزيز اليه ليلا،فقبل الارض و خاطبه بما سكن منه، و جعلهحاجب حجابه.

و عفا عن الحسن بن احمد القرمطى، و اقامبطبريه، و جعل له سبعين الف دينار في كلسنه، و توجه اليه جوهر، و قاضى الرملةفاستخلفاه.

و مضى الفتكين مع العزيز الى مصر، و قداستامن اليه أخو عز الدولة و ابنه، فزاد فياكرام الفتكين.

و كان يتكبر على ابى الفرج يعقوب بن يوسفبن كلس، و تدرجت الوحشة، و امرهما العزيزبالإصلاح، فلم يفعل الفتكين، فدس عليه ابوالفرج سما فقتله، و حزن عليه العزيز، و قبضعلى ابى الفرج، و قد اتهمه بقتله نيفا واربعين يوما، و أخذ منه خمسمائة الفدينار، و وقفت الأمور باعتزاله الظر،فاعاده حين لم يجد منه بدا