سنه 303
و فيها كانت لهارون بن غريب الخال جناية وهو سكران بمدينه السلام، على رجل من الخزريعرف بجوامرد، و لقيه ليلا فضرب راسهبطبرزين كان في يده، فقتله بلا سبب، فشغبرفقاؤه الذين كان في جملتهم، و طلبواهارون ليقتلوه، فمنع منهم و كانوا نحوالمائه، فشكوا امره، و ترددوا طالبين لاخذالحق منه، فلم ينظر لهم فلما أعوزهم ذلك،خرجوا باجمعهم الى عسكر ابن ابى الساج، وكان قد تحرك على السلطان، و انفذ اليهالمقتدر رشيقا الحرمي ختن نصر الحاجبرسولا ليصرفه عن مذهبه، فحبسه ابن ابىالساج عند نفسه، و منعه ان يكتب كتابا الىالمقتدر ثم انه اطلقه بعد ذلك، و بعثبهدايا و مال فرضى عنه.
و فيها عظم امر الحسين بن حمدان بنواحيالموصل، فانفذ اليه السلطان أبا مسلمرائقا الكبير، و كان اسن الغلمانالمعتضديه و اعلاهم رتبه، و كان فيه تصاونو تدين و حسن عقل، فشخص و معه وجوه القواد والغلمان، فحارب الحسين بن حمدان، و هو فينحو خمسه عشر ألفا، فقتل رائق من قواد ابنحمدان جماعه منهم الحسن بن محمد ابن أباالتركى، و كان فارسا شجاعا مقداما و ابوشيخ ختن ابن ابى مسعر الأرميني و وجهالحسين بن حمدان الى رائق جماعه يسأله انيأخذ له الامان، و انما اراد ان يشغله بهذاعن محاربته، و مضى الحسين مصعدا و معهالأكراد و الاعراب و عشر عماريات، فيهاحرمه و كان مؤنس الخادم قد انصرف من الغزاةو صار الى آمد، فوجه القواد و الغلمان فياثر الحسين، فلحقوه و قد عبر باصحابه واثقاله واديا، و هو واقف يريد العبور فيخمسين فارسا، و معه العماريات، فكابرهمحتى اخذوه أسيرا، و سلم عياله و أخذ ابنهابو الصقر أسيرا فلما راى الأكراد هذاعطفوا على العسكر فنهبوه و هرب ابنه حمزه وابن أخيه ابو الغطريف، و معهما مال، ففطنبهما عامل آمد، و كان العامل سيما غلام نصرالحاجب، فاخذ ما معهما من المال و حبسهما.
ثم ذكر ان أبا الغطريف مات في الحبس، فاخذراسه، و كان الظفر بحسين بن حمدان يومالخميس للنصف من شعبان، و رحل مؤنس يريدبغداد، و معه الحسين ابن حمدان و اخوته علىمثل سبيله، و اكثر اهله، فصير الحسين علىجمل مصلوبا على