فوائد الملیة لشرح الرسالة النفلیة

شمس الدین محمد بن مکی العاملی الشهیر باشهید الأول

نسخه متنی -صفحه : 336/ 177
نمايش فراداده

هي أقصى غاية الخضوع و التذلّل- و من ثمّلم يستعمل إلّا في الخضوع للّه تعالى- والتفتّ من مقام البعد عن مقاربة جنابه إلىمقام الفوز بلذيذ خطابه.

(و الاستزادة من توفيقه و عبادته واستدامة ما أنعم اللّه على العباد عند: وإيّاكَ نَسْتَعِين)

(1) حيث قدّمت الوسيلة على طلب الحاجة،ليكون ادعى للإجابة، و استعنت به في جميعأمورك من غير التفات إلى فرد منها و لا إلىجميعها، لقصور الوهم عن الإحاطة بتفاصيلما يحتاج إليه تعالى فيه، و يفتقر إلى عونهعليه.

(و)

(2) استحضار

(الاسترشاد به و الاعتصام بحبله والاستزادة في المعرفة به سبحانه و الإقراربعظمته و كبريائه عند: اهدنا الصّراطالمستقيم).

(3) و أشار- بكون طلب الهداية متناولاللاسترشاد و الاعتصام و الاستزادة منالمعرفة و الإقرار بالعظمة- إلى مطلبشريف، و هو أنّ هداية اللّه تعالى تتنوّعأنواعا كثيرة يجمعها أربعة أجناس مترتّبة:

أوّلها: إفاضة القوى التي بها يتمكّنالمرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوةالعقلية و الحواسّ الباطنة و المشاعرالظاهرة.

و ثانيها: نصب الدلائل الفارقة بين الحقّو الباطل و الصلاح و الفساد، و إليه أشارتعالى بقوله وَ هَدَيْناهُالنَّجْدَيْنِ، و قال تعالىفَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّواالْعَمى‏ عَلَى الْهُدى‏.

و ثالثها: الهداية بإرسال الرسل و إنزالالكتب، و إليه أشار تعالى بقوله وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَبِأَمْرِنا، و قوله تعالى إِنَّ هذَاالْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَأَقْوَمُ.

و رابعها: أن يكشف عن قلوبهم السرائر ويريهم الأشياء بالوحي الإلهي كما هي، أوبالإلهام و المنامات الصادقة، و هذا القسميختصّ بنيله الأنبياء و الأولياء، وإليه‏