فوائد الملیة لشرح الرسالة النفلیة

شمس الدین محمد بن مکی العاملی الشهیر باشهید الأول

نسخه متنی -صفحه : 336/ 178
نمايش فراداده

أشار تعالى بقوله أُولئِكَ الَّذِينَهَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ، وقوله تعالى:

وَ الَّذِينَ جاهَدُوا فِينالَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا.

ف «الاسترشاد به» إشارة إلى الجنس الأول،و هو واضح.

و «الاعتصام» إلى الثاني، فإنّ أصلهالامتناع بالشي‏ء، و لا شكّ أنّ نصبالأدلّة و إقامة السبل الفارقة بين الحقّو الباطل و الصلاح و الفساد عصمة لمن تمسّكبها من الهلكة و جنّة له من الضلالة.

و «الاستزادة في المعرفة» إلى الثالث،فإنّ العقل و إن كان دليلا على اللّه تعالىبآثاره الظاهرة و آياته الباهرةالمتظافرة، إلّا أنّ الأنبياء و الرسلعليهم السلام و الكتب المطهرة تهدي للتيهي أقوم، و تزيد في المعرفة على الوجهالأتمّ و ترشد إلى ما لا يفي العقل بدركه.

و «الإقرار بعظمته و كبريائه» إلى المقامالرابع، فإنّ من ارتقى إلى تلك الغاية، ووصل إلى شريف تلك المرتبة، و انغمس فيأنوار تلك الهيبة، و اغترف من أسرار تلكالبحار الإلهيّة، اعترف بمزيد الكبرياء والعظمة، بل اضمحلّ و فني في تلك المرتبة، وعرف أنّ كلّ شي‏ء هالك إلّا وجهه، فإذاطلب العارف الهداية إلى الصراط المستقيم،فمطلبه هذه المنزلة، لتمكّنه ممّا سبق والناس فيها على حسب مراتبهم، و الصراطالمستقيم المستوي مشترك بين الجميع.

(و)

(1) إذا توجّه المصلّي إلى ذلك الجنابالعليّ و سأل ذلك المطلب السنيّ فليترقّإلى استحضار

(التأكيد في السؤال و الرغبة و التذكير،لما تقدّم من نعمه على أوليائه، و طلبهمثلها عند)

(2) قوله:

(صراط الّذين أنعمت عليهم)

(3) من النّبيين و الصدّيقين و الصالحين.

و إنّما طلب الهداية إلى سلوك طريقالمذكورين، التي هي نعم أخروية أو ما كانوسيلة إليها، صرفا لما سواها من النعمالدنيوية عن درجة الاعتبار، و تحقيقا وتفخيما