شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 124
نمايش فراداده

المتوسطات المطلقة لكن الهيولى لا تعدمعند انعدام الصور المذكورة لأنها مستمرةالوجود و لما كان القسمان الأولان منالأربعة المذكورة في الفصل المتقدمباطلين بما ذكره قال بل لا بد في أمثال هذهمن أن يكون على أحد القسمين الباقيين منالأربعة المذكورة في الفصل المتقدم (قولهو هاهنا سر آخر) السر هو دلالة هذا البرهانعلى وجود مبدإ للكائنات غير الهيولى والصورة بل شي‏ء آخر دائم الوجود مفارقيفيض وجود الهيولى عنه لا بانفراده بلبإعانة من الصورة و ذلك لأن الهيولى لماامتنع وجودها منفكا عن الصورة ثبتاحتياجها إلى الصورة ثم إن الصورة قدتنعدم و تنفي المادة فعلم أنها تحتاج إلىالصورة من حيث هي صورة ما لا من حيث هي صورةمعينة أي من حيث طبيعتها النوعية الموجودةلا من حيث خصوصيات الأشخاص و لما لم تكنالصورة من حيث هي صورة ما واحدة بالعدد فلميمكن أن تكون من حيث هي كذلك علة للهيولىالواحدة بالعدد بانفرادها فإن المعلولالواحد بالعدد يحتاج إلى علة واحدة بالعددفعلم أن هناك شيئا آخر مباينا للهيولى والصورة واحدا بالعدد دائم الوجود تنضافالصورة من حيث