شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 163
نمايش فراداده

متقاربة و قد تجدها في أوضاعها تارة بحيثيسع ما بينها أجساما ما محدودة القدر تارةأعظم و تارة أصغر فتبين أن الأجسام الغيرالمتلاقية كما أن لها أوضاعا مختلفة كذلكبينها أبعاد مختلفة الاحتمال لتقديرها وتقدير ما يقع فيها اختلافا قدريا فإن كانبينها خلاء غير أجسام و أمكن ذلك فهو أيضابعد مقداري و ليس على ما يقال لا شي‏ء محضو إن كان لا جسم) يريد إبطال الخلاء والقائلون به فرقتان فرقة تزعم أنه لا شي‏ءمحض و فرقة تزعم أنه بعد ممتد في جميعالجهات من شأنه أن يشغله الأجسام بالحصولفيه و يكون مكانا لها قال الفاضل الشارحيعني بالخلاء أن يوجد جسمان لا يتلاقيان ولا يوجد بينهما ما يلاقي واحدا منهما وأقول هذا تعريف للخلاء الذي يكون بينالأجسام و هو الذي يسمى بعدا مقطورا و لايتناول الذي لا يتناهى و الشيخ قد أبطل فيهذا الفصل مذهب الفرقة الأولى بأن فرض فيهأجساما مختلفة الأبعاد لتقدر الخلاءالواقع بينها بها فإن اللاشي‏ء المحض لايمكن أن يتقدر لشي‏ء أصلا ثم بين أنالخلاء الذي يقع بين تلك الأجسام قابلللمساواة و اللامساواة و التقدير و أنهيتجزأ على الحدود المشتركة و أضاف إلى ذلكمقدمة هي أن كل ما كان كذلك فهو إما كم متصلأعني البعد المقداري و إما ذو كم متصل أعنيالجسم و إذا كان الخلاء عندهم ليس بجسم فهوبعد مقداري ليس لا شيئا محضا كما زعمتالفرقة الأولى و إن كان لا جسما كما زعمتالفرقة الثانية

(31) تنبيه

(و إذ قد تبين أن البعد المتصل لا يقوم بلامادة و تبين أن الأبعاد الجسمية لا تتداخللأجل بعديتها فلا وجود لفراغ هو بعد صرففإذا سلكت الأجسام في حركتها تنحى عنها مابينها و لم يثبت لها بعد مقطور فلا خلاء)يريد إبطال المذهب الثاني و إنما أبطلهبوجهين و ذلك بإضافة مقدمتين مما تقدمبيانه إلى الحكم الذي ثبت في الفصلالمتقدم إحداهما بأن البعد المتصل لا يقومبلا مادة و هو مما تبين في باب إثباتالهيولى و الثانية أن الأبعاد الجسمية