شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 181
نمايش فراداده

له موضع يكون فيه و إن كان له وضع بالقياسإلى غيره و إن كان ليس محيطا على الإطلاقفيكون له موضع لا يفارق) يريد أن يذنبإثبات محدد الجهات و كونه غير ذي جهة ببيانسائر أحواله فنقول في تقريره الموضع والمكان اسمان مترادفان و هما عند الشيخعبارتان عن السطح الباطن لجسم محيط بالجسمذي المكان و يماسه بذلك السطح و الوضع يطلقبالاشتراك على معان ثلاثة كما مر و المرادهاهنا ما هو إحدى المقولات و هو هيئة تعرضللجسم بسبب نسبة بعض أجزائه إلى بعض و إلىأشياء ذوات الوضع غير ذلك الجسم إما خارجةعنه أو داخلة فيه كالقيام فإنه هيئة عارضةللإنسان بحسب انتصابه و هو نسبة بعضأجزائه إلى بعض و بحسب كون رأسه من فوق ورجله من تحت و هو نسبة أجزائه إلى الأشياءالخارجة عنه و لو لا هذا الاعتبار لكانالانتكاس أيضا قياما و إذا تقرر هذا فنقولالأجسام تنقسم إلى محيط على الإطلاق غيرمحاط و إلى ما عداه مما هو محاط و ظاهر مماذكرنا أن القسم الأول لا موضع له أصلا و لهوضع و لكن بحسب نسب بعض أجزائه إلى بعض وبحسب الأشياء الداخلة فيه و أما بحسبالأشياء الخارجة عنه فلا و أما القسمالثاني فله الموضع و الوضع بحسبالاعتبارات جميعا و إذ تبين هذا و قد تبينفيما مر أن محدد الجهات محيط بذوات الجهةفهو لا يخلو إما أن يكون محيطا على الإطلاقو يكون حكمه في الموضع و الوضع ما ذكرناه وإما أن يكون محيطا لا على