شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 232
نمايش فراداده

بالإبداع ليس مما يتكون عن جسم يفسد إليهأو يفسد إلى جسم يتكون عنه بل إن كان له كونو فساد فعن عدم و إليه و لهذا فإنه لا ينخرقو لا ينمى و لا يستحيل استحالة تؤثر فيالجوهر كتسخن الماء المؤدي إلى فساده)أقول هذه الإشارة مشتملة على مسألتينإحداهما كلية و الثانية جزئية فالأولى أنالجسم البسيط يمتنع أن يجتمع في طباعهميلان مستدير و مستقيم و برهانه ما مضى وهو أن الطبيعة الواحدة لا تقتضي أمرينمختلفين و عبر عنه بعبارة أخص بهذا الموضعو هو قوله لأن الطبيعة الواحدة لا تقتضيتوجها إلى شي‏ء أي بالحركة المستقيمة وصرفا عنه أي بالمستديرة و عليه سؤال مشهورو هو أن الجسم الذي في طباعه ميل مستقيم قديقتضي الحركة عند حصوله في مكانه و قديقتضي السكون عند حصوله فيه فلم لا يجوز أنيقتضي جسم ميلا مستقيما عند إحدى حالتيه وميلا مستديرا عند الحالة الأخرى و ذلك لأنالطبيعة الواحدة إنما لا تقتضي أمرينبانفرادها أما بحسب اعتبارين فقد يقتضي والجواب عنه أن اقتضاء الحركة و السكونبالحقيقة شي‏ء واحد تقتضيه الطبيعةالواحدة و ذلك الشي‏ء هو استدعاء المكانالطبيعي