شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 277
نمايش فراداده

الكلام بعد هذا طويل أن لإبطال احتجاجاتأصحاب هذا المذهب و ذكر ما يرد عليهم منسائر الوجوه بالتفصيل بيانات كثيرة لكنلما كان فيما أوردناه كفاية كان الكلامفيما بعد ذلك يقتضي تطويلا و اعترض الفاضلالشارح بأن حرارة الأدوية الحارةكالفرفيون إنما تكون لكثرة الأجزاءالنارية التي فيها مع أنها غير ظاهرة للحسعند السحق و الرض فلم لا يجوز أن يكونهاهنا مثله فإن قيل ليس فيها أجزاء ناريةلكنها تسخن بدن الحي عن انفعالها عنهبالخاصية كان قولا بأنها تسخن بالخاصية لابالكيفية و هذا خلاف ما قالته الأطباء والجواب أن الأجزاء النارية التي فيالفرفيون إنما لا تظهر للحس لكونها منكسرةالكيفية للمزاج فإن قالوا بمثله ناقضوامذهبهم و إلا لزمهم ما مر

(26) نكتة

(اعلم أن استضاءة النار الساترة لماوراءها إنما يكون ذلك لها إذا علقت شيئاأرضيا ينفعل بالضوء عنها و لذلك أصولالشعل و حيث النار قوية هي شفافة لا يقعلها ظل و يقع لما فوقها ظل عن مصباح آخر)أقول يريد بيان أن النار المرئية ليستببسيطة و البسيط شفافة لا لون لها فالمرادباستضاءة النار شعلتها و قيدها بقولهالساترة لما وراءها ليستدل بذلك على كونهامشتملة على أجزاء أرضية ثم ذكر علة كونهامستضيئة و هو انفعال الأجزاء الأرضية عنهابالضوء فنبه بذلك على أن النار الصرفةشفافة لعدم ما يقبل الضوء