شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 285
نمايش فراداده

و غير كامله الذي يختل إدراكه إما بالحواسالظاهرة كالنائم و إما بالحواس الظاهرة والباطنة جميعا كالسكران بشرط أن يكون لهمع ذلك فطنة صحيحة لا يغفل عن وجود ذاته ثمزاد إيضاحا بفرض حالة للإنسان لا يدركفيها شيئا غير ذاته و هو أن يتوهم أنه خلقأول خلقه حتى لا يكون له تذكر أصلا و اشترطكونه صحيح العقل ليتنبه لذاته و كونه صحيحالهيئة لئلا يؤذيه مرض فيدرك حالا لذاتهغير ذاته و كونه بحيث لا يبصر أجزاءه لئلايدرك جملة فيحكم بأنه هي و لا يتلامسأعضاؤه لئلا يحس بأعضائه بل منفرجة ومعلقة في هواء طلق بفتح الطاء و سكون اللامأي غير محسوس بكيفية غريبة فيه من حر أوبرد يقال يوم طلق و ليلة طلقة إذا لم يكنفيه حر و لا برد و لا شي‏ء يؤذي و إنمااشترط كون الهواء طلقا لئلا يحس شي‏ء خارجعن جسده أيضا فإن الإنسان في مثل الحالةالمذكورة يغفل عن كل شي‏ء كأعضائهالظاهرة و الباطنة و ككونه جسما ذا أبعاد وكحواسه و قواه و كالأشياء الخارجة عنهجميعا إلا عن ثبوت ذاته فقط فإذن أولالإدراكات على الإطلاق و أوضحها هو إدراكالإنسان نفسه و ظاهر أن مثل هذا الإدراك لايمكن أن يكتسب بحد أو رسم أو يثبت بحجة أوبرهان و قول الفاضل الشارح إن الشيخ لميبين أن هذه القضية أولية أو برهانية