شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 361
نمايش فراداده

جسمانية احتاج إلى بيان ذلك فاكتفى هاهناببرهان واحد لذلك و ذكر سائر البراهين فيالنمط المذكور و أقول إنه أراد في هذاالنمط أن يبحث عن ماهية النفس و كمالاتهافبين أولا أنها جوهر مفارق الوجود عنالأجسام و الجسمانيات ثم أثبت لها كمالاتتصدر عنها لذاتها من غير توسط آلة و كمالاتتصدر عنها بتوسط آلات و أراد في نمطالتجريد أن يبحث عن حالها بعد التجرد عنالبدن فبين هناك بقاءها مع كمالاتهاالذاتية و لم يتعرض لبيان امتناع كونهاجسما أو جسمانية بل بالغ في إيضاح الفرقبين الكمالات الذاتية الباقية معها والكمالات البدنية الزائلة عنها بزوالالبدن فوقع اشتراك النمطين في البحث عنتلك الكمالات من غير قصد على ما يتضح فيموضعه و لم يورد كما ذكره الشارح هاهناشيئا مما يجب أن يبين هناك (قوله إنك تعلمأن الشي‏ء غير المنقسم قد يقارنه أشياءكثيرة لا يجب لها أن يصير منقسما في الوضعو ذلك إذا لم يكن كثرتها كثرة ما ينقسم فيالوضع كأجزاء البلقة لكن الشي‏ء المنقسمإلى كثرة مختلفة الوضع لا يجوز أن يقارنهشي‏ء غير منقسم) إشارة إلى تمهيد أصل كلي وهو أن الحال قد يكون بحيث لا يقتضي انقسامهانقسام المحل و قد يكون بحيث يقتضي و الأولهو الحال الذي لا ينقسم إلى أجزاء متباينةفي الوضع كالسواد المنقسم إلى جنسه و فصلهو كأشياء كثيرة تحل محلا واحدا معاكالسواد و الحركة مثلا فإنهما لا يقتضيانبانقسامهما إلى هذين النوعين انقسامالمحل إلى جزء أسود غير متحرك و إلى جزءمتحرك غير أسود و الثاني هو الحال الذيينقسم إلى أجزاء متباينة في الوضع كالبلقةفإنها تنقسم