شرح الإشارات والتنبیهات

نصیر الدین محمد ابن محمد بن الحسن الطوسی‏

جلد 2 -صفحه : 427/ 374
نمايش فراداده

قبوله القسمة إلى أجزاء متشابهة كالجسم وكان كل واحد من أجزائه البسيطة التي لاينقسم كجنسه العالي أولى بأن يجعله البسيطالذي استدللنا به لئلا يعرض شك من وجه

(18) إشارة

(إنك تعلم أن كل شي‏ء يعقل شيئا فإنه يعقلبالقوة القريبة من الفعل أنه يعقله و ذلكعقل منه لذاته فكل ما يعقل شيئا فله أنيعقل ذاته) أقول يريد بيان أن كل عاقل فهومعقول و أن كل معقول قائم بذاته فهو عاقل وابتدأ بالأول فقوله كل شي‏ء يعقل شيئافإنه يعقل بالقوة القريبة من الفعل أنهيعقله صغرى قياس و إنما قال بالقوةالقريبة لأنه جعل للقوة ثلاث مراتب بعيدةهي العقل الهيولاني و متوسطة هي العقلبالملكة و قريبة هي العقل بالفعل و هي التيتقتضي أن يكون للعاقل أن يلاحظ معقوله متىشاء فالمراد أن كل شي‏ء يعقل شيئا فله أنيعقل بالفعل متى شاء أن ذاته عاقلة لذلكالشي‏ء و ذلك لأن تعقله لذلك الشي‏ء هوحصول ذلك الشي‏ء له و تعقله لكون ذاتهعاقلة لذلك الشي‏ء هو حصول ذلك الحصول لهو لا شك أن حصول الشي‏ء لشي‏ء لا ينفك عنحصول ذلك الحصول له إذا اعتبره معتبر والفاضل الشارح استدراك قول الشيخ أنه يعقلبالقوة القريبة من الفعل