شرح نهج البلاغة المقتطف من بحار الانوار

محمد باقر مجلسی

جلد 1 -صفحه : 485/ 77
نمايش فراداده

أبي طالب آنس بالموت من الطّفل بثدي أمّه،بل اندمجت (168) على مكنون علم لو بحت بهلاضطربتم اضطراب الأرشية (169) في الطّويّ(170) البعيدة

6- و من كلامه له عليه السلام لما أشير عليهبألا يتبع طلحة و الزبير و لا يرصد لهماالقتال و فيه يبين عن صفته بأنه عليهالسلام لا يخدع

و اللّه لا أكون كالضّبع: تنام على طولاللّدم (171)، حتّى يصل إليها طالبها، ويختلها (172) راصدها (173)، و لكنّي أضرببالمقبل إلى الحقّ المدبر عنه، و بالسّامعالمطيع العاصي المريب (174) أبدا، حتّى يأتيعليّ يومي. فو اللّه ما زلت مدفوعا عنحقّي، مستأثرا عليّ، منذ قبض اللّه نبيّهصلّى اللّه عليه و سلّم حتّى يوم النّاسهذا

بيان

«اللدم» صوت الحجر أو العصا أو غيرهمايضرب بها الأرض ضربا ليس بشديد، يحكى أنّالضبع يستغفل في حجرها بمثل ذلك فيسكنحتّى يصاد، و يضرب بها المثل في الحمق.

7- و من خطبة له عليه السلام يذم فيها أتباعالشيطان

اتّخذوا الشّيطان لأمرهم ملاكا (175)، واتّخذهم له أشراكا (176)، فباض و فرّخ (177) فيصدورهم، و دبّ و درج (178) في حجورهم، فنظربأعينهم، و نطق بألسنتهم، فركب بهم الزّلل(179)، و زيّن لهم الخطل (180)، فعل من قد شركه(181) الشّيطان في سلطانه، و نطق بالباطل علىلسانه

بيان

«ملاك الأمر» بالكسر، ما يقوم به. و«الأشراك» إمّا جمع «شريك» أي عدّهم منشركائه في إضلال الناس، أو جمع «شرك»بالتحريك، أي جعلهم حبائل لاصطياد الخلق.«فباض و فرّخ» كناية عن طول مكثه للوسوسةفي صدورهم.

و «الدبّ» المشى الضعيف و «الدرج» أقوىمنه، و هما كنايتان عن تربيتهم الباطل وملازمة الشيطان لهم حتّى صاروا كالوالدةله. و «الزلل» في الأعمال، و «الخطل» فيالأقوال. و الباء في «ركب بهم» للتعدية، والضمير في «سلطانه» راجع إلى «من» أي منشاركه الشيطان فيما جعله اللّه له منالسلطان على الأعمال و الأقوال، أو إلىالشيطان فيما جعله اللّه، أي كأنّهم الأصلفي سلطانه و قدرته على الإضلال.

8- و من كلامه له عليه السلام يعني بهالزبير في حال اقتضت ذلك و يدعوه للدخول فيالبيعة ثانية

يزعم أنّه قد بايع بيده، و لم يبايعبقلبه، فقد أقرّ بالبيعة، و ادّعى الوليجة(182). فليأت عليها بأمر يعرف، و إلّا فليدخلفيما