الحمد للَّه ربّ العالمين والصلاةوالسلام على عبده المصطفى محمّد وآلهالطاهرين وأصحابه الأخيار الميامين
من المنظور الإسلامي تكمن فلسفة خلقالإنسان والغاية المرجوّة من وجوده،بإعداده لبلوغ الكمال المطلق، ومِن ثَمَّفإنَّ كلّ ما جاء في النصوص الإسلاميةباعتباره سرّاً لبعث الأنبياء والرسلالإلهيّين كالعدالة والعلم والحرية،إنّما هو مقدّمة لتربية الإنسان،والارتفاع به إلى مستوى الإنسان الكامل.
تأسيساً على هذا الفهم ينبغي لمن يؤمنبالإسلام وينتمي لهذا الدين، أن يغتنم كلّفرصة تسنح له ويستفيد منها لتحقيق هذاالهدف الجليل، ولكن يبقى شهر رمضانبالنسبة للسالك إلى اللَّه فرصة ثمينة لاتضاهى لمن يحسن أن يغتنمها، إذ بمقدورهأن يتوغّل في هذا الطريق ويطوي في ليلةواحدة مسار ألف شهر، على ما ينصّ عليهالقرآن الكريم: «لَيْلَةُ الْقَدْرِخَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ». (1)
فاللَّه سبحانه أعدّ في هذا الشهر الفضيلضيافةً خاصّةً لتنمية الروح، بحيث يصبحُبمقدورها أن تُحدث في الحياة المعنويةللإنسان تحولاً عظيماً يفضي به إلىالسعادة الدائمة، ويضمن له الفوز الأبدي.
بيد أنّ المسألة المهمّة في هذا المسار هيأن يعرف الإنسان الّذي يعتزم أن يدلف إلىعالم هذه الضيافة الرحبة، إلى أينَ ذاهبهو؟ وما معنى ضيافة اللَّه؟ وكيف ينبغي