الأول: العياشي بإسناده عن جابر بن أرقمقال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقميحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئةالسفر فسلم علينا ثم وقف فقال: أفيكم زيدبن أرقم؟ فقال زيد:
أنا زيد بن أرقم فما تريد، فقال الرجل:أتدري من أين جئت؟ قال: لا، قال: من فسطاطمضر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عنرسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لهزيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولايةعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: يا بنأخي إن قبل غدير خم ما أحدثك به إن جبرئيلالروح الأمين صلوات الله عليه نزل علىرسول الله (صلّى الله عليه وآله) بولايةعلي بن أبي طالب فدعا قوما أنا فيهمفاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلمندر ما نقول وبكى (صلّى الله عليه وآله)فقال له جبرئيل: ما لك يا محمد أجزعت من أمرالله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربيما لقيت من قريش إذ لم يقروا إلي بالرسالةحتى أمرني بجهادي وأهبط إلي جنودا منالسماء فنصروني فكيف يقروا إلي لعلي منبعدي فانصرف عنه جبرئيل (عليه السلام) ثمنزل عليه * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليكوضائق به صدرك) * فلما نزلنا الجحفة راجعينوضربنا أخبيتنا نزل جبرائيل بهذه الآية: *(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربكوإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمكمن الناس) * فبينا نحن كذلك إذ سمعنا رسولالله (صلّى الله عليه وآله) وهو ينادي: ياأيها الناس أجيبوا داعي الله أنا رسولالله، فأتينا مسرعين في شدة الحر فإذا هوواضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه منالحر وأمر بقم ما تحت الدوح، فقم ما كانثمة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاهإلى قم هذا المكان وهو يريد أن يرحل منساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوامن ألقم أمر رسول الله (صلّى الله عليهوآله) أن يؤتى بأحلاس دوابنا وأذواد الماءوجفاتها(1) فوضعنا بعضها على بعض ثم ألقيناعليها ثوبا وصعد عليها رسول الله (صلّىالله عليه وآله) فحمد الله وأثنى عليه ثمقال: أيها الناس إنه نزل علي عشية عرفة أمرضقت به ذرعا مخافة تكذيب أهل
(1) في المصدر: بأحلاس دوابنا وأثاث إبلناوحقائبها.