کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 19
نمايش فراداده

الباب الأوّل في المقدمات

وفيه فصول

فصل الحكمة تنقسم إلى علم وعمل

فالعلم منها هو العلم بأعيان الموجوات،أي تصوّر حقائقها والتصديق باحكامها ومايلحق بها على ما هي عليه في نفس الأمر بقدرالطاقة البشريّة.

والعمل منها ممارسة الحركات ومزاولةالصناعات لإخراج الكمال الاستعدادي عنالقوّة إلى الفعل بقدر القوّة البشريّة.

والكلام في الأوّل موكول إلى الكتبالمصنفة في الحكمة النظرية.

وأمّا العلم الذي نبحث عنهم وهو العلمبالحكمة العلملية فهو العلم بمصالحالحركات الإرادية والأفعال الصناعية التيبها تنتظم أمور المعاش والمعاد وهو علىأقسام ثلاثة:

أوّلها: ما يرجع إلى كل شخص بالنفراده وهوتهذيب الأخلاق.

وثانيها: ما يرجع إلى جماعة متشاركين فيالمنزل وهو تدبير المنزل.

وثالثها: ما يرجع إلى كل جماعة متشاركينفي المدينة أو المملكة أو الاقليم وهوالعلم بسياسة المدن،ولقد ضربنا عنالأخيرين صفحاً، وصرفنا الهمّة نحوالأوّل، فإنّه الأعم نفعاً.

ثم إنّ مبادىء المصالح المشار إليها إمّاطبعيّة، أي مقتضىعقول أولي البصروتجربيّات أرباب الفكر والنظر، فلانخنتلف باختلاف الأعصار وتقلّباتالأدوار، وهي ما تقدّمت إليها الإشارة، أووضعيّة، أي مقتضى اتفاق بعض الآراء، وهيالآداب والرسوم.

فإن كانت مقتضى رأي من لا ينطق عن الهوىكالأنبياء وأئمة الهدى فهي النواميسالالهية والشرائع النبوية.