کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 190
نمايش فراداده

الباب السابع في بيان ما يتعلّق بالقوّة الشهوية من الرذائل ومعالجاتها والفضائل وما يحثّ عليها

ففيه أيضاً مقامان

المقام الأوّل في ذكر الرذائل ومعالجاتها، ولابدّ منذكر جنسها مع ما هو من أعظم أنواعهاولوازمها في عدّة فصول:

فصل

قد تبيّن لك أنّ أحد الجنسين الشره من طرفالافراط وهو الانهماك في الشهوات الغيرالمحمودة عقلاً ونقلاً كما عرفت، فيشملرذائل القوّة الشهوية من طرف الافراطبأسرها.

وهذا المعنى هو الذي فسّره القوم بهوجعلوه جنساً في مقام حصر أجناس الرذائل،لكنّهم في مثل هذا المقام فسّروه بما هوأخصّ منه أعني شهوة البطن والفرج.

ولعلّه مبنيّ على كونها من أظهر أفرادهوأشيعها لعموم البلوي بها، وكونها بمنزلةالأصل، والباقي بمنزلة الفروع واللوازمالمترتّبة عليها.

ولو فسّروه هنا بحبّ الدنيا على ماسنذكره، وذكروا جميع ما يذكر هناك فيالمقام، ثم ذكروا بعد ذلك شهوة البطنوالفرج في جملة الأنواع اللوازم كان أصوب.

ولكنّا نتبعهم في ذلك كسائر ما تبعناهمفيه لسهولة الخطب وقلّة الجدوى.

فنقول: أمّا شهوة البطن فصاحبها ذليلبالبطع، قصير الهمّة، مستفرغ وسعه فيتدبير القوّة البهيميّة، صارف فكرتهوجهده في خدمتها، فهو أخسّ من البهيمية،ضرورة كون الخادم أخسّ من المخدوم.والاستكثار منها يورث البلادة ويولدالأمراض البدنيّة والأسقام المادّيةكالهيضة والتخمة والعفونات الحادثة منالسدّة الامتلائية وانصباب الموادالمجتمعة من فضلات الأغذية إلى الأعضاء،فإنّ المعدة بيت كلّ داء كما أنّ الحميةرأس كلّ دواء.