کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 216
نمايش فراداده

المقام الثاني في بيان معظم الفضائل المختصّة بالقوّةالشهوية

وفيه فصول

فصل

جنس الفضائل المزبورة هو العفّة، وهيانفياد القوّة الشهوية للعاقلة في ماتأمرها به وتنهاها عنه وهي الوسط المحمودفيما بين الشره والخمود، لما عرفت من أنّهذه الفضائل الأربع عبارة عن اعتدال كلّمن القوى الثلاث أو جميعها، ولاينافيهماورد في فضل الجوع، بل يؤكّده ويحقّقه،فإنّ الحكيم إذا علم كون الطبيعة حريصةوباعثة على الإفراط حثّ على التفريط حتّىيحصل من تدافعهما ملكة الاعتدال.

ولذا ورد في مدح العفاف أخبار لاتحصى.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «أفضلالعبادة العفاف». (1)

وقال الباقر عليه السلام: «ما من عبادةأفضل من عفّة بطن وفرج». (2)

وقال الصادق عليه السلام: «أيّ الاجتهادأفضل من عفّة بطن وفرج» (3) إذ قد علمت أنالمقصود من الأكل والشرب والجماع حفظ قوامالبدن وبقاء النوع، وأنّها ليست مقصودهلذاتها، فالاعتدال في كلّ منها هو حصولغايته مع قصد تلك الغاية دون التلذّذوالشهوة، وقد مرّ في النبوي تعيين الكمّالضروري من الأكل.

(1) الكافي: 2/79، كتاب الايمان والكفر، بابالعفّة، ح3.

(2) الكافي: 2/80، كتاب الإيمان والكفر، بابالعفّة، ح7.

(3) الكافي: 2/79، كتاب الإيمان والكفر، بابالعفّة، ح4، وفيه: «عن الباقر عليه السلام.