کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 48
نمايش فراداده

الباب الثاني في تفصيل الأخلاق وأقسامها

وفيه فصول

فصل

قد تبيّن لك أنّ ما هو المصدر للآثارالمتخالفة والمنشأ للأفعال المتبائنةبالارادة والاختيار من القوى الحاصلةللنفس الانسانية ثلاثة:

إحداها: قوّة النطق وآلتها في البدنالدماغ.

والثانية: الغضبيّة وآلتها في القلب.

والثالثة: الشهويّة وآلتها الكبد.

وسائر القوى حركاتها طبيعيّة، فلا تكونمنشأ لنقصان أو كمال.

وان ميل الناطقة إلى المعارف الحقّة، والغضبيّة إلى الغضب والاقدام على الأهوالوالترفّع على الناس، والشهويّة إلىالالتذاذ بالمآكل والملابس والمناكح،ويلزم من ذلك أن تكون أعداد فضائل النفسبحسب أعداد قواها، لأنّ فضيلة كلّ قوّةاعتدالها في ماتطلبه عن طرفي الافراطوالتفريط، فلو اعتدلت الناطقة فيما تميلإليه من معرفة حقائق الموجودات مطلقاًبقدر الطاقة حصلت من ذلك فضيلة العلمويتبعها الحكمة، ولو اعتدلت الغضبية فيماتميل إليه بانقيادها للناطقة فيما تأمرهابه وتنهاها عنه بحيث لم تضطرب النفس عندعظائم الأمور وشدائد الدهور وحصلت لهاهمّة عالية في تحصيل ما هو كمال لها، ولوكان صعباً، حصلت فضيلة الحلم ويتبعهاالشجاعة، ولو اعتدلت الشهوية بانقيادهاللناطقة في أو امرها ونواهيها تظهور آثارالحرية والخلاص من عبودية المشتهياتالبهيميّة في النفس حصلت فضيلة العفّةويتبعها السخاء، وكلّ من هذه الثلاث فضيلةمستقلّة برأسها، ولها أنواع وآثار تخصّها.

ثم من حصول الثلاثة جميعاً وتسالم بعضهامع بعض وامتزاجها تحصل حالة متشابهة بهايتم كمال تلك الثلاثة وهي العدالة، ولذااتفق