کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 483
نمايش فراداده

وقال لموسى عليه السلام: «فأسر بعباديليلاً». (1)

وفي الاسرائيليات: أن موسى عليه السلاماعتلّ بعلّة فدخل عليه بنو إسرائيل فعرفواعلّته، فقالوا له: لو تداويت بكذا لبرئت،قال: لاأتداوى حتّى يعافيني الله من غيردواء، فطالت علّته، فأوحى الله تعالىإليه: وعزّتي وجلالي لاابر أتك حتّىتتداوى بما ذكروه لك، فقال لهم: داووني بماذكرتم فداووه فبرأ، فأوجس في نفسه من ذلك،فأوحى الله إليه: أردت أن تبطل حكمتيبتوكّلك عليّ، فمن أدع العقاقير منافعالأعضاء غيري؟ (2)

وروي أنّ زاهداً اعتزل الناس وأقام في سفحجبل وقال: لا أسأل أحداً شيئاً حتّى يأتينيربّي برزقي فقعد سبعاً فكاد يموت ولم يأتهرزق، فقال: ربّي إن أحييتني فأتني برزقيالذي قسمت لي والا فاقبضني إليك، فأوحىالله إليه: وعزّتي وجلالي لاأرزقك حتّىتدخل الأمصار وتقعد بين الناس، فدخلوجاؤوه بطعام وشراب فطعم وشرب فأوجس فينفسه، فأوحى الله إليه: أردت أن تذهببحكمتي (3) بزهدك في الدنيا، أما علمت أنّيأرزق عبدي بأيدي عبادي أحبّ إليّ من أنأرزقه بيد قدرتي؟ (4)

وأمّا الموهومة كالاستقصاء في التدبيراتالدقيقة والحيل الخفيّة في تحصيل الكسبوجوهه فهي ممّا يبطل التوكّل، إذ ليستمأموراً بها عقلاً ولا شرعاً، بل ربّماكانت منهياً عنها، وإنّما أمر بالإجمال فيالطلب.

تبصرة

قيل (5): من كمل يقينه بحيث غابت عنه مطلقالأسباب ولم يبق معه الا الالتفات إلى ربّالأرباب فسكنت نفسه بفقدها لأجله عنالاشتغال

(1) الدخان: 23.

(2) المحجّة البيضاء: 7/432، وفيه: منافعالأشياء.

(3) كذا، والصحيح: حكمتي كما في المصدر.

(4) المحجّة البيضاء: 7/415 ـ 416.

(5) راجع جامع السعادات: 3/229 ـ 230.