کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 507
نمايش فراداده

قلوب هؤلاء الصنّاع المصلحين وسلّط عليهمالانس والمحبّة حتى ائتلفوا واجتمعواوبنوا المدن ورتّبوا المساكن والدورمتقاربة متجاورة والدكاكين والخاناتوسائر البقاع، ولو تفرّقت آراؤهم وتنفّرتطباعهم تنافر طباع الوحوش لتبدّدواوتباعدوا ولم ينتفع بعضهم من بعض، ولمّاكان في جبلّة الانسان الحسد والعداوةوالبغضاء والشهوات المختلفة الباعثةللانحراف عن الحقّ، فربما زالت المحبّةوأدّى إلى التنافر والمعاداة والمقائلةبعث الله الأنبياء بقوانين السياساتليرجعوا إليها عنها التنازع وبعث العلماءلحفظ تلك الشرائع والعلم بها وبعثالسلاطين ليقيموا الناس عليها قهراً إذالم يرضوا بها وألقى في قلوبه الرغبة إلىنظام أمور الرعية بتعيين الحكّام والقضاةوالشحن وضبط الأسواق وقهر الناس على قانونالشريعة وألزموهم التعاون والتآلفومنعوهم عن التفرّق والتباغض، فإصلاحالرعايا بالسلاطين وإصلاح السلاطينبالعلماء وإصلاح العلماء بالأنبياءوإصلاح الكلّ بالحضرة الربوبية التي هيينبوع كلّ نظام ومطلع كلّ حسن وجمال ومنشأكل ترتيب وتأليف.

الخامس: ثم جميع الأطعمة لمّا لم يكنوجودها في كلّ مكان إذ لكلّ واحد منهاشروطاً مخصوصة لعلّها لاتوجد في بعضالأماكن والناس منتشرون في الأرض، فربمايبعد عن بعضهم ما يحتاجون إليه منها بحيثيحول بينهم وبينها البراري والقفازوالبحار سخّر الله التجّار وسلّط عليهمحرص المال وشره الربح حتى التزموا الأخطارفي قطع المفاوز وركوب البحار وحمل لأطعمةوغيرها من الشرق إلى الغرب وبالعكس، فانظركيف علّمهم صنعة السفن وكيفية الركوبعليها وكيف خلق الحيوانات وسخّرها للحملوالركوب في البراري من الجمال، وكيف خلقالحيوانات وسخرها للحمل والركوب فيالبراري من الجمال، وكيف قطعها للمنازلتحت الأعباء الثقيلة، وصبرها على الجوعوالعطش، وإلى الحمار وصبره على التعب.