کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 517
نمايش فراداده

الباب العاشر في العبادات

وهي وإن كانت من حقوق الله اللازمةمراعاتها في تحقّق معنى الفضيلة الرابعةأي العدالة كسائر ما أسلفناه في البابالسابق الا أنّها لمّا كانت أصلاً كبيراًمشتملاً على جزئيات كثيرة أفردناها عنأخواتها، ولمّا كانت من أعظم شروطها التيتتوقّف صحّتها عليها ظاهراً وباطناًالنيّة، ومن شرط النيّة الاخلاص وهي وإنتكرّر ذكرها في الكتب الفقهيّة الا انّلها دقائق وشعباً قلما فصّلت فيها،التزمنا القول في حقيقتها وشعبهاودقائقها وشروطها تفصيلاً لايخلو عنإجمال مقدّمة عليها، ثم نذكر كلاً منالعبادات التي هي صنوف الطاعة المفسّرةبالتخضيع والخشوع والتمجيد لله الملكالمجيد في عدّة فصول، وهو المؤمّل في بلوغكلّ مأمول.

مقدّمة

النيّة عبارة عن انبعاث النفس إلى ماتراهموافقاً لغرضها حالاً ومآلاً ويرادفهاالقصد والرادة وضدّها الغفلة أي فتورها عنالتوجّه إلى مافيه غرضها، وهي كسائرماتقدّم واسطة بين علم هو مبدؤها وعمل هوثمرتها، إذ مالم يعلم أمراً يقصده، وما لميقصد لم يفعل، فكلّ فعل يصدر عن الفاعلالمختار لايتمّ الا بعلم وشوق وإرادةوقدرة، وذلك لموافقة بعض الأمور لغرضهومخالفة بعضها له فاحتاج إلى جلب الموافقودفع المخالف الموقوفين على إدركهما إذ مالم يعرف ذلك لم يعقل طلبه له أو هربه عنهوهو العلم، وعلى الميل والرغبة والشهوةالباعثة عليه وهو الشوق لعدم الاكتفاء فيالطلب والهرب بمجرّد الإدراك من دون شوق،وعلى القصد والتوجّه إليه وهو النيّة، إذكم من مدرك للذّة الطعام شائق إليه راغبفيه لصدق شهوته غير مريد له لعذر منالأعذار المانعة له عنه، وعلى القدرةالمحرّكة للأعضاء إلى جلب الملائم ودفعالمضارّ، وبها يتمّ الفعل، فهي كالجزء