کشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء

محمد حسن بن معصوم القزوینی؛ تحقیق: محسن الاحمدی

نسخه متنی -صفحه : 648/ 539
نمايش فراداده

إذا عرفت ذلك فاعلم أن الصلاة تحفة وهديّةتهديها وتتقرّب بها إلى حضرة ملك الملوككفرس يهديها طالب القرب من السلاطينإليهم، وهي تعرض عليه تعالى وترد عليك يومالعرض الأكبر، فإليك الأمر في تقبيحها أوتحسينها، فهل ترضى بإهداء عبد ميّت بلاروح أو فرس حيّ أعمى أو أبكم أو أصمّ أومقطوع الأطراف أو قبيح الصورة إلى ملك منملوك الدنيا أو تجتهد في تحصيل الفردالأجود منها بقدر وسعك، فإن لم ترض الابالثاني فما بالك لاتجتهد ولاتهتمّ فيتجويد هديّتك التي تهديها إلى مالك الملوكومذلّ رقاب الجبابرة والمنعم عليك بكلّشيء حتى بصلاتك التي تهديها إليه، وهل (1)رضاك بالأوّل في حقّه تحقير بالنسبة إليهوهتك لناموس ملكه وسلطنته وحرمة عزّهوجبروته، وقد ورد في الأخبار أنّ كلّ صلاةلايحسن الإنسان ركوعها وسجودها فهي أوّلخصم على صاحبها يوم القيامة وتقول: مابالكضيّعتني ضيّعك الله تعالى. (2)

المطلب الثاني المعاني الباطنية التي هي روح الصلاةوحقيقتها سبعة:

أحدها: الإخلاص في النية، وقد تقدّم.

وثانيها: حضور القلب، أي تفريغه عن غير ماهو متلبّس به حتّى يكون عالماً بما يقولهويفعله من دون ذهول وغفلة، ويعبّر عنهبالإقبال والتوجّه والخشوع والخضوع، وهويتعلّق بالقلب بتفريغ الهمّة لهاوالإعراض عمّا سواها، حتى لايكون في القلبغير المعبود، وبالجوارح بغضّ البصر وتركالالتفات والعبث والتثاؤب والتمطّيوفرقعة الأصابع وغيرها من المكروهات التيلاتتعلّق بالصلاة.

(1) كذا، والمناسب: أليس.

(2) المحجّة البيضاء: 1/365 ويظهر منه أنّهفهم أبي حامد من الأخبار لا أنّه خبر، نعمنسبة إلى المعصوم النراقي في جامعالسعادات: 3/323 بلفظ «قد ورد»، ويؤيّد عدمكونه رواية أيضاً ما رواه في الكافي: 3/268،الحديث 4 فراجع.