نظرة جدیدة فی ولایة الفقیه

السید محمود الهاشمی الشاهرودی‏

نسخه متنی -صفحه : 20/ 8
نمايش فراداده

«6»

2ـ الفهم السليم والمستقيم والذوق المتزنفي فهم الآيات والروايات.

إنه يستوعب الآيات والأحاديث بصورة جيدةجداً، ويستظهر من الأدلة اللفظية،ويستفيد منها ويكون الاستظهار والاستنطاقفي الاستنباط مهماً جداً.

إن من المؤاخذات التي كانت ترد على بعضالفقهاء، وخصوصاً الفقهاء الذي لميختلطوا كثيراً مع الحوزات العربية، هي أنبعض استظهاراتهم غير صحيحة مثلاً، أو غيردقيقة، أو أنهم لا ينتبهون إلى بعض النكاتالأدبية العربية، إنني لمست في هذهالمدَّة (مدة الحضور والمشاركة في مجلسالبحث العلمي الذي كان يحضره السيد القائدونخبة من العلماء الكبار) أنه يستظهر منالآيات والروايات بصورة ملفتة جداً، يلمحالقضايا الأدبية ويدرسها بصورة دقيقةويكون منها دلالة، وهذه أيضاً خصوصية جيدةجداً من خصوصياته.

وعليه لا شك ولا شبهة في اجتهاده المطلق،وما أثاروه وقالوه وأشاعوه في الآونةالأخيرة لا أساس له أبداً.

هذا كله يرتبط بالصغرى.

ولاية الفقيه وأدلّتها

أما بالنسبة إلى ما هو المهم في الكبرى منولاية الفقيه وكذلك كبرى المرجعية، فإنيأعتقد شخصياً أن المرجعية في شكلهاالمعاصر (المقتصر على التصدي للإفتاء وأخذالحقوق الشرعية وصرفها والتصدي للأمورالحسبية) هي في الحقيقة جانب من ولايةالفقيه. حيث إن المرجعية في صورتهاالتقليدية وقبل انتصار الثورة، وفي ظلالحكومات كانت ميسرة وممكنة ولا مانع منقبلهم لممارستها، فكان الفقهاء يزاولونهافي الإطار المستطاع والمسموح به. أماالجانب الآخر من ولاية الفقيه، وهوالحاكمية والحكومة، فلم يكونوا بمبسوطياليد، ولم يكن ذلك ممكناً ولا متيسراً فلميطبقوها حتى قيَّض الله سبحانه الإمامالخميني (رضوان الله تعالى عليه) ووفقهواستطاع أن ينجز هذا الأمر العظيم.

يجب أن يعرف المراجع والفقهاء والفضلاءوالحوزة والأمة وجميع الناس أن هذاالإنجاز (إقامة حكومة في كافة جوانبها علىأساس الإسلام) لعظيم جداً وأن هذه فيالحقيقة هي المرجعية الكلية التي هيحاكمية الإسلام وحاكمية الفقه، ويجب أنيدركوا عظمة هذا الأمر وقدرهُ وشأنه، وهوما سعى الفقهاء للوصول إليه، ولكنهم لميبلغوا إلا جانباً منه وهو المرجعية فيالحقوق الشرعية وأمور الأيتام والأموالالمجهولة المالك وأمثالها، وليس هذا(ولاية الفقيه) بشيء جديد، إنها الشكلالصحيح والكامل للمرجعية من إقامة الدينفي المجتمع.