(وافى باب وجوب الاستقبال) لان ظاهره و انكان هو وجوب الاستقبال الى هذا البعدالعمودي تشريفا و لكن سره يدل علىالارتباط الوجودي بين عوالم الطبيعة والمثال و العقل و الصراط الذي يمكن سلوكههو التحقق في المعارف المستفادة منالتسبيح و التحميد و التهليل و التكبير(تدبر).
ان هندسة الكعبة كانت بهداية اللّهالَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُثُمَّ هَدى و قال عز من قائل. وَ إِذْبَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَالْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً(الحج 27) يعنى ان تبوئة البيت و تعيين مكانهو هندسة تأسيسه انما هو على التوحيد الصرفالذي لا يشوبه اى شرك أصلا لا الشرك الجليكالوثنية و لا الخفي كالرياء لأن النكرةالتالية للنفي تفسير سراية النفي الى كلما يصدق عليه الشرك حيث قال تعالى لاتُشْرِكْ بِي شَيْئاً.
و هذا التوحيد المحض الذي أسس عليه الكعبةلا يتحقق إلا في الأوحدي من المؤمنين إذاالأكثري منهم ليس مصونا عن لوث الشركالجلي كالتواضع للغني لغناه و التذللللطاغوت لطغيانه أو الشرك الخفي كتركالدنيا للدنيا و الزهد فيها للجاه والمقام و لذا قال تعالى وَ ما يُؤْمِنُأَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْمُشْرِكُونَ (يوسف 106) أي أكثر المؤمنينمشركون بالمعنى المتقدم و هؤلاء الأكثرونلا يرثون الأرض بل يرثها العباد الصالحونالذين يمكنهم اللّه دينهم الذي ارتضى لهمو يؤمنون به و لا يشركون به شيئا.
و هذا التوحيد المحض قد تجلى في كلماترسول اللّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم)الذي أوتى جوامع الكلم حيث قال (صلّى اللهعليه وآله وسلّم) لا إله إلا اللّه وحدهوحده وحده. و لعله ناظر الى التوحيد فيمراتبه الثلث من التوحيد الذاتي و الصفاتيو الافعالى فمعه لا مجال للشرك أصلا إذ لايخلو شيء من المراحل الوجودية عنالتوحيد حتى يكون ذلك الخلاء بنفسه شركا