و حسب نص سليم بن قيس:
«و كان على عليه السلام يصلى فى المسجد الصلوات الخمس؛ فكلما صلى قال له أبوبكر و عمر: «كيف بنت رسول الله»؟
الى أن ثقلت: فسألا عنها و قالا: «قد كان بيننا و بينها ما قد علمت، فان رأيت أن تأذن لنا فنعتذر اليها من ذنبنا»؟
قال عليه السلام: ذاك اليكما.
فقاما، فجلسا بالباب، و دخل على عليه السلام على فاطمة عليهاالسلام فقال لها: «أيتها لحرة، فلان و فلان بالباب، يريدان أن يسلما عليك، فما ترين»؟
قالت عليهاالسلام: «البيت بيتك و الحرة زوجتك، فافعل ما تشاء».
فقال: «شدى قناعك».
فشدت قناعها، و حولت وجهها الى الحائط.
فدخلا و سلما و قالا: ارضى عنا رضى الله عنك.
فقالت: ما دعاكما الى هذا؟
فقالا: اعترفنا بالاساءة و رجونا أن تعفى عنا و تخرجى سخيمتك.
فقالت: فان كنتما صادقين فأخبرانى عما أسألكما عنه، فانى لا أسألكما عن أمر الا و أنا عارفة بأنكما تعلمانه، فان صدقتما علمت أنكما صادقين فى مجيئكما.
قالا: سلى عما بدا لك.
قالت: نشدتكما بالله هل سمعتما رسول الله (ص) صلى الله عليه و آله و سلم و يقول: «فاطمة بضعة منى فمن آذاها فقد آذانى»؟
قالا: نعم.
فرفعت يدها الى السماء فقالت: «أللهم انهما قد آذيانى، فأنا أشكوهما اليك و الى رسولك. لا والله لا أرضى عنكما أبدا حتى ألقى أبى رسول الله و أخبره بما صنعتما، فيكون هو الحاكم فيكما».
قال: فعند ذلك دعا أبوبكر بالويل و الثبور و جزع جزعا شديدا. فقال عمر: تجزع يا خليفة رسول الله من قول امرأة؟»
كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الانصارى) ج 2 ص 869 و جلاء العيون: ج 1 ص 212 و 213 مع تفاصيل أخرى ، و راجع: البحار: ج 43 ص 197/ 203 و ج 28 ص 357 و علل الشرائع: ج 1 ص 186 و 187.