إمام المهدی المنتظر

السید عدنان البکاء

نسخه متنی -صفحه : 756/ 397
نمايش فراداده

البحث الثالث: نوابه، وبعض توقيعاته مما يتصل بالغيبة القصيرة او الصغرى، وشواهد كونها نسبية عدا ما قدمناه نوابه الاربعة رضوان اللّه عليهم، فهم الواسطة العامة من الامة اليه ومنه اليها، وعن‏طريقهم كان يتلقى الرسائل والاسئلة، وما يرسل اليه من الاموال، وبوساطتهم كان يرسل اجاباته، وما يوجه ويامر به في شؤون المؤتمين به من المسلمين، وان لم تتح‏رؤيته بصورة مفتوحة للجميع، لذلك كان حضوره مفروضا فعليا في كل شان يطلب هذه الصلة. ولا مجال للشك لدى الامة في المكانة الرفيعة لهؤلاء النواب: اولا: لانهم معروفون عندها علما، وتقى، وورعا، وامانة، وقرب من ائمة اهل البيت (ع) والنيابة الخاصة، ولا سيما عن الامام المهدي (ع) اشارة واضحة الى ذلك بحكم ماتقتضيه الظروف الخاصة التي حتمت غيبته من دقة في اختيار نائبه من كل جهة بما فيها قدرته على حفظ سر الامام (ع) في جميع الاحوال المفترضة، وامكانيته على‏التعامل بالصورة التي يكون فيها في هذا الغياب وجها له. وكان العلماء يدركون تميزهم في هذه الصفة او تلك دونهم، فحين سال بعضهم الشيخ الجليل ابا سهل النوبختي رحمه اللّه كيف صار هذا الامر الى ابي القاسم الحسين بن‏روح دونك؟ اجابه: هم اعلم وما اختاروا، ولكن انا رجل القى الخصوم واناظرهم، ولو علمت بمكانه كما علم ابو القاسم وضغطتني الحجة (او الحاجة) على مكانه لعلي‏كنت ادل على مكانه، وابو القاسم لو كان الحجة تحت ذيله، وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه ((211)). ثانيا: ولانهم كانوا موثقين من الائمة (ع) ومنصوص عليهم كوكلاء عنهم (ع) فالاول من هؤلاء النواب كان قبل ان يكون نائبا للامام المهدي (ع) بابا للامام الجواد (ع) كماذكر بعضهم ثم الامام الهادي (ع) والامام الحسن العسكري (ع) اما الثاني وهو ابن الاول ومشاركه في الوقت نفسه في هذه النيابة في حياة الامام الحسن العسكري (ع)فقد كان مزكى من الامام الحسن العسكري (ع) ومشار اليه من قبله على انه وكيل للامام المهدي (ع) بعد ذلك، ثم نصبه الامام المهدي (ع) عن طريق ابيه.