طریق الی المهدی المنتظر

سعید أیوب

نسخه متنی -صفحه : 84/ 18
نمايش فراداده

فالساحه بعد وفاه النبى(ص) كان فيها جميع التيارات، وكان فيها مجموعه حرب للّه ولرسوله فى الحياه الدنيا، ويبدو من قراءه الاحداث انه كان فى الساحه مجموعه من اصحابه اخذت فى اعتبارها ان ولايه على بن ابى طالب قد تودى الى احداث اعتقدوا انها يمكن ان تعصف بالدعوه، فاختاروا حلا وسطا، يبعد به على بن ابى طالب عن مركز الصداره، وتظل به الدعوه قائمه، ويشهد بذلك قول ابى بكر -رضى اللّه عنه- لرافع بن ابى رافع حين عاتبه على توليه الخلافه: (ان رسول اللّه(ص) قبض والناس حديثو عهد بكفر، فخفت ان يرتدوا وان يختلفوا فدخلت فيها وانا كاره)(72)، وفى روايه قال: (تخوفت ان تكون فتنه يكون بعدها رده)(73)، ويشهد به -ايضا- قول عمر بن الخطاب اثناء خلافته: (ان بيعه ابى بكر كانت فلته)(74)، قال فى لسان العرب: (يقال: كان ذلك الامر فلته، اى فجاه، اذا لم يكن عن تدبر ولا ترو، والفلته: الامر يقع من غير احكام، وفى حديث عمر اراد فجاه وكانت كذلك، لانها لم ينتظر بها العوام، وقال ابن الاثير فى حديث عمر: والفلته كل شى‏ء فعل من غير رويه، وانما بودر بها خوف انتشار الامر)(75).

ويشهد به قول عمر لابن عباس: (يا ابن عباس، ما منع قومكم منكم؟ قال: لا ادرى، قال: لكنى ادرى، يكرهون ولايتكم لهم، يكرهون ان تجتمع فيكم النبوه والخلافه)(76)، وزاد فى روايه: (فاختارت قريش لنفسها فاصابت ووفقت)(77).

وروى ان عمر بن الخطاب -عندما اختلف بعض الانصار مع بعض المهاجرين فى سقيفه بنى ساعده، على من الذى يتولى الخلافه ومن يتولى الوزاره- امر بقتل مرشح الانصار سعد بن عباده، وذلك حينما اشتد الخلاف وتشابكوا بالايدى، روى الطبرى: (قال ناس من اصحاب سعد: اتقوا سعدا الا تطاوه، فقال عمر: اقتلوه اقتلوه، ثم قام على راسه فقال: لقد هممت ان اطاك حتى تندر عضوك)(78)، وروى البخارى: (قال قائل: قتلتم سعد بن عباده، فقال عمر: قتله اللّه)(79)، وكتبت النجاه لسعد، وروى انه قال بعد بيعه ابى بكر: (لو ان الجن اجتمعت لكم مع الانس ما بايعتكم حتى اعرض على ربى)(80)، ولم يبايع سعد حتى خرج فى خلافه عمر بن الخطاب الى الشام، وقتل فى الطريق، وروى ان الجن هم الذين قتلوه!