طریق الی المهدی المنتظر

سعید أیوب

نسخه متنی -صفحه : 84/ 56
نمايش فراداده

2- فجر الضمير

قال النبى(ص) بعد ان اقام الحجه على المسيره: (وايم اللّه، لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها)(252)، وزاد فى روايه: (لا يزيغ عنها الا هالك)(253)، فالطريق واضح وضوح النهار، واللّه-تعالى- ينظر الى عباده كيف يعملون، واخبر النبى(ص) بان المسيره ستشهد انماطا بشريه يترتب على حركتها غربه الدين، وهذه النتيجه ترى فى قوله(ص): (ان الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبى للغرباء)(254)، قال النووى: (ظاهر الحديث، ان الاسلام بدا فى آحاد من الناس وقله، ثم انتشر وظهر، ثم سيلحقه النقص والاخلال حتى لا يبقى الا فى آحاد وقله ايضا كما بدا)(255).

وغربه الدين ترى فى قول النبى(ص): (الاسلام والسلطان اخوان توامان، لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه، فالاسلام اس (اى: اصل البناء)، والسلطان حارث، وما لا حارث له يهدم، وما لا حارث له ضائع)(256)، ولذلك كان النبى(ص) يقول: (ان رحى الاسلام دائره، وان الكتاب والسلطان سيفترقان، فدوروا مع الكتاب حيث دار)(257).

والنجاه فى عالم الغربه بين النبى(ص) دائرتها، عن ابى هريره قال: (قالوا: يا رسول اللّه، اى الناس خير؟ قال: انا ومنمعى، قالوا: ثم من؟ قال: الذى على الاثر، قالوا: ثم من؟ فرفضهم رسول اللّه)(258).

وطائفه الحق على امتداد المسيره لها اعلامها، ولا يضرها من خذلها او عاداها، لانها حجه بمنهجها وحركتها على الناس، واخبر النبى(ص) بان هذه الطائفه تستقر اعلامها آخر الزمان، تحت قياده المهدى المنتظر، وعيسى بن مريم‏4-، يقول النبى(ص): (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى ياتى امر اللّه، وهم كذلك)(259)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى قائمه بامر اللّه، لا يضرهم من خذلهم، او خالفهم، حتى ياتى امر اللّه وهم ظاهرون على الناس)(260)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناواهم، حتى يقاتل آخرهم الدجال)(261)، وقال: (لا تزال طائفه من امتى تقاتل على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس ينزل على المهدى)(262)، وفى روايه: (لا تزال طائفه من امتى ظاهرين على من ناواهم حتى ياتى امر اللّه، وينزل عيسى-(ع)(263).