معاد یوم القیامة

علی موسی الکعبی

نسخه متنی -صفحه : 146/ 35
نمايش فراداده

( 38 )

الصورة الأُولى : بيّن تعالى قدرته على المعاد في الآخرة مرتباً على ذكر المبدأ في الاُولى في آيات كثيرة(1) ، إشارة إلى أن القادر على الإيجاد من العدم ابتداءً ، فهو على إعادة الموجود أقدر ، قال تعالى : ( أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الاََْرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الاَْخِرَةَ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (2).

فالآيتان تحثّان الإنسان على النظر في أمر الخلق الأول ، ليصل باستقلال عقله إلى معرفة خالقه ومدبّره ، وليكون ذلك مقدّمة للاحتجاج على المعاد بعموم القدرة الالهية وعدم تناهيها ، وأكدّ الكتاب الكريم على تلك المقدّمة في آيات اُخرى كثيرة ؛ فقال تعالى : ( أَلأ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (3) ، وقال سبحانه : ( نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلأ تُصَدِّقُونَ ) (4) ، إلى أن قال :

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الاَُْولَى فَلَوْلأ تَذَكَّرُونَ ) (5).

ولا يخفى أن الإنسان قد علم النشأة الاُولى ، وعرف من خلالها أن الذي أوجده ، وقدّر له خصوصيات خلقه ، ودبّر له أمره ، هو الله خالق كلّ شيء ، وليس ثمّة أحد غيره ، قال تعالى : ( قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَن

1) راجع سورة يونس : 10/4 و34 ، والنمل : 27/64 ، والروم : 30/11 ، ونوح 71/17 ـ 18 ، والبروج : 85/13.

2) سورة العنكبوت : 29/19 ـ 20.

3) سورة الملك : 67/14.

4) سورة الواقعة : 56/57.

5) سورة الواقعة : 56/62.