( 39 )
يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ )
(1). وقال تعالى : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (2).
وممّا تقدم تبيّن أن نسبة قدرة الله تعالى غير المتناهية إلى الإحياء الأول والثاني على حدّ سواء ، فلا يخالطها عيّ أو عجز ، ولا يطرأ عليها نصب أو تعب ، قال تعالى :
( أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الاََْوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (3) ، وقد بيّن تعالى أن قدرته على الخلق الأول والخلق الجديد ، من حيث الامكان والتأتّي ، كخلق نفسٍ واحدةٍ ، فقال تعالى : ( مَّا خَلْقُكُمْ وَلأ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) (4)فلا يوجد بالنسبة إلى الخالق جلّ وعلا شيء أسهل أو أصعب من شيء ، وفي ذلك برهان متين يقود الإنسان إلى الإيمان باليوم الآخر والتصديق بأمر المعاد.
الصورة الثانية : بيّن تعالى قدرته على المعاد في الآخرة مرتّباً على ذكر خلق السماوات والأرض ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً * أَوَلَم يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالاََْرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ )
(5) ، وقال تعالى : ( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالاََْرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن
1) سورة يونس : 10/34. 2) سورة البقرة : 2/28. 3) سورة ق : 50/15. 4) سورة لقمان : 31/28. 5) سورة الاسراء : 17/98 ـ 99.