معاد یوم القیامة

علی موسی الکعبی

نسخه متنی -صفحه : 146/ 38
نمايش فراداده

( 41 )

يكونوا حجارة أو حديداً أو شيئاً ممّا يتصورّون أن تبديله إلى إنسانٍ أبعد وأصعب من تبديل الرفات أو التراب إليه ، فليكونوا ماشاءوا ، فإنّ الله تعالى سيعيد إليهم خلقهم الأول بعد بعثهم ، وفي ذلك إشارة إلى أن القدرة الإلهية المطلقة لا يشقّها شيء تريد تجديد خلقه ، سواء أكان عظاماً أو رفاتاً أو حجارةً أو حديداً أو غير ذلك(1).

ثالثاً : برهان الحكمة إن الله تعالى حكيم في أفعاله ، وكلّ ما يصدر منه جلَّ وعلا في عالمي التكوين والتشريع يخضع لمبدأ الحكمة والهادفية ، فالمنظومة الكونية في نظامها العجيب تسير بكل جزئياتها وفق حركة هادفة ، وتتّجه صوب نهاية مرسومة بدقة وإحكام ، وكذلك تخضع المفردات التشريعية في وجودها وحركتها وتفاعلها إلى مبدأ الحكمة الإلهية والغاية الحكيمة التي تتجافى عن العبث واللغو والباطل ، قال تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لأ تُرْجَعُونَ )

(2) ، وقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا السَّماءَ وَالاََْرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِين كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ) (3)

وقال تعالى ( أَيَحْسَبُ الاِِْنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدىً ) (4).

ويمكن صياغة صورة هذا البرهان على شكل قياس ، يتركب من

1) اُنظر : الميزان / الطباطبائي 13 : 116.

2) سورة المؤمنون : 23/115.

3) سورة ص : 38/27.

4) سورة القيامة : 75/36.