( 50 )
أَمْرِ رَبِّي ) أي مما استأثر ربي بعلمه ، ولم يُطلع عليه أحداً(1).
الثالث : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الروح ، أهي قديمة أو حادثة ، فأجابت الآية : ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي من فعله وخلقه ، فأراد أن الروح حادثة تحصل بفعل الله وتكوينه وإيجاده(2).
ويساوق معنى الروح في الآية المتقدمة ، قوله تعالى في خلق آدم عليه السلام : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) (3) ، وقوله تعالى في خلق عيسى عليه السلام : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (4). وقوله سبحانه : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ )
(5) ، فالروح هنا تعبير عن القوة الخفية التي بها سرّ الحياة ، وعن سرّ الروح الالهي الذي يحوّل الجماد إلى كائن حيّ ، وقد خصّ تعالى روح آدم وعيسى عليهما السلام بالذكر ، لأن خلقهما على غير جري العادة في سائر الخلق ، وأضاف لفظ الروح إليه سبحانه إضافة تشريفية تعبّر عن الاختصاص بالإكرام والتبجيل والتعظيم ، كما أضاف البيت إليه في قوله : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ ) (6) .
1) الكشاف / الزمخشري 2 : 690 ـ نشر أدب الحوزة ، مجمع البيان / الطبرسي 6 : 675. 2) تفسير الرازي 21 : 38 ، مجمع البيان / الطبرسي 6 : 675. 3) سورة الحجر : 15/29. 4) سورة الأنبياء : 21/91. 5) سورة النساء : 4/171. 6) راجع : تصحيح الاعتقاد / المفيد : 32 ـ نشر مؤتمر الشيخ المفيد ـ قم ،