( 72 )
ويعني أن الله سبحانه يحشر الناس يوم القيامة بهذا البدن المشهود بعد رجوعه إلى هيئته الاُولى ، والمعاد بهذا المعنى أصل عظيم من اُصول الدين ، وضرورياته الواجبة الاعتقاد ، وأركانه الثابتة ، وجاحده كافر بالاجماع ، والدليل على ثبوته أنه ممكن ، والصادق أخبر بثبوته ، فوجب الجزم به والمصير إليه.
أما إمكانه فقد تقدّم بحثه في الفصل السابق ، وأما الإخبار بالثبوت فضروري من دين الأنبياء عليهم السلام ، كما أنّه معلومٌ بالضرورة في دين نبينا الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد نصّ عليه القرآن الكريم وأنكر على جاحديه في آيات صريحة كثيرة في ألفاظها واضحة في معانيها ، مؤكدة أن المعاد إنما يكون حينما يخرج الناس من أجداثهم مسرعين إلىالحساب ( يَوْمَ تُبَدُّلُ الاََْرْضُ غَيْرَ الاََْرْضِ وَالسَّماوَاتُ وَبَرَزُوا للهِِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * لِيَجْزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ) (1)من خير وشرّ ، كما أنه ثبت بالتواتر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته المعصومين عليهم السلام قد نصّوا على ثبوت المعاد الجسماني وقالوا به في أحاديث صريحة بهذا المعنى ، فمن الآيات :
1 ـ قوله تعالى : ( أَيَحْسَبُ الاِِْنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ ) (2).
2 ـ قوله تعالى : ( وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحْيِي الْعِظَامَ
1) سورة إبراهيم : 14/48 و51. 2) سورة القيامة : 75 / 3 ـ 4.