( 81 )
المبدأ المتقدم ، أي الظنّ والاستبعاد ، ولم يكن لديهم أي دليل أو برهان ( بلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الاََْوَّلُونَ * قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هذَا مِن قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الاََْوَّلِينَ ) (1).
ومن هنا جاءت الآيات الكريمة لتردّ عليهم إنكارهم وتجيب عن شبهاتهم في ثلاثة اتجاهات :
الأوّل : إقامة البراهين التي تناشد العقل والوجدان ، وتثبت ضرورة المعاد ، وحتمية تحقق الوعد الإلهي ، لازالة الاستبعاد عن أذهان المنكرين ، وإقامة الحجة الواضحة عليهم ، ومن تلك البراهين برهان المماثلة ، والقدرة ، والحكمة ، والعدالة ، وقد ذكرناها مع الأمثلة في أدلة المعاد.
الثاني : بيان حقيقة الانسان ، ذلك لأن مشركي الجاهلية كانوا ينكرون المعاد الجسماني ، كما هو ظاهر من صور إنكارهم التي عرضها الكتاب الكريم ( يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودوُنَ فِي الْحَافِرَةِ * أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً نَخِرَةً * قَالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ) (2) ، ( وَقَالُوا أَءِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً ) (3) ، ( وَقَالُوا أَءِذَا ضَلَلْنَا في الاََْرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) (4) ، وقد اُجيب عنه في كلامه تعالى ببيان حقيقة الإنسان المتمثلة
1) سورة المؤمنون : 23/81 ـ 83. 2) سورة النازعات : 79/10 ـ 12. 3) سورة الاسراء : 17/49 و98. 4) سورة السجدة : 32/10.