الروايات التي تخصُّ الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وهي في الغالب واردة عن أهل البيت عليهم السلام .وقد علمنا أن مخاطبنا في هذا البحث هم الذين يعتقدون بحجية حديث أهل البيت عليهم السلام ، ويعتقدون أن حديث أهل البيت هو إمتداد ورواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم .
وسوف نستعرض إن شاء الله خلال هذه النقطة من البحث طائفة من الروايات الصحيحة الواردة عن طريق أهل البيت عليهم السلام ، في تشخيص وتعيين الإمام عجل الله فرجه الشريف وولادته وغيبته وظهوره .
وأول ما نستند إليه في هذه الروايات ، هو تواتر الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام ، في أن المهدي عجل الله فرجه الشريف هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام والتاسع من ذرية الحسين عليه السلام ، وابن الحسن العسكري بن علي الهادي عليهما السلام ، المولود بسامراء سنة 255 هـ. .
وقد روينا هذه الروايات من كتب القدماء من أصحابنا مثل الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني المتوفي 329 هـ. ، وغيبة النعماني لتلميذ الكليني ، وكامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه المتوفي سنة 368 هـ.، وكمال الدين وتمام النعمة ، وكتاب الأمالي ، وكتاب عيون أخبار الرضا ، وعلل الشرائع لأبي جعفر محمد بن علي الصدوق ابن بابويه القمّي المتوفي سنة 381 هـ. ، وكفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثنى عشر للخزازي الرازي القمي من تلاميذ الصدوق ، وكتاب الارشاد لأبي عبد الله محمد بن النعمان المفيد المتوفي 413 هـ. ،وكتاب الغيبة لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 460 هـ. ، ودلائل الإمامة للطبري المعاصر للشيخ الطوسي ، وغيرهم من قدماء أصحابنا المعروفين بالدقة في الرواية والنقل .
وهذه الروايات تبلغ بالتأكيد حدّ التواتر في كتب أصحابنا القدماء في جميع طبقات إسنادها ، وفي مختلف ادوار المعصومين عليهم السلام .
وقد جمع طرفاً من هذه الروايات السيد صدر الدين الصدر في كتابه المهدي ، والتجليل التبريزي في كتابه ، والصافي الگلبايگاني في منتخب الأثر ، والشيخ علي الكوراني في معجم أحاديث المهدي .
والذي يراجع هذه الأحاديث بأسنادها لا يشك في تواتر هذه الأحاديث في مختلف طبقات إسنادها ممن أسميناهم من المحدّثين القدماء إلى المعصومين عليهم السلام .
وان لم تكن أحاديث المهدي عجل الله فرجه الشريف في كتب الشيعة الإمامية بالغة حدّ التواتر ، فليس لدينا حديث متواتر في المجاميع الحديثية .
وتعريف التواتر ما يمتنع معه تواطؤ الرواة على انتحال الرواية .
يقول الشهيد رحمه الله في الدراية في تعريف التواتر ( هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطؤهم على الكذب ، واستمر ذلك في جميع الطبقات ) .
والتواتر من الطرق القطعية إلى السنّة وحجيته ثابتة بالفعل .
وإذا بلغ الحديث حدّ التواتر فمن نافلة القول البحث الروائي عن صحة طرق الحديث .