أثر الخالد فی الولد والوالد

السید علی بن الحسین العلوی؛ ناظر: عادل العلوی

نسخه متنی -صفحه : 191/ 12
نمايش فراداده

الولد نعمـة

يهنأّ الانسان على نعم الله تبارك وتعالى ، وأي نعمه اكبر وأعظم من ولد يهبه المولى الكريم جلّ جلاله لأبوين عطوفين حنينين ، يتّبعا انفسهما في نشأه ونموهّ وتربيته ، ويخافا عليه من أصغر حادث يريّبه اويؤذيه الى أن يبلغ أشدّه . فياليته يفطن ويبرّ بهما بعد تلك التي مضت ، وهو يسير الى الرشد ، والتهاني تتر على أبويه .

1 ـ من أقوال امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، قال : في رجل هنّاه بولد شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه ورزقت برّه ، جاء في كتاب درر الكلم ، حرف الشين بلفظ شكر ، ص 183 .

الولد ريحـانه

الريحان زرع من الخضروات معطّر ، تميل اليه النفس وترتاح من شمّهة الروح . والولد غصن شبّهوه بشطب الريحان ، فالأبوان لّما ينظران الى ولدهما يستشمّا منه ما هو اعطر من الريحان في المعنة ونفوسهما ، وما الذّ من أن يكبر الولد ويمشي أمام ابويه ـ لاسيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجلا جاء الى البيت الهاشمي يسئل عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، وكان بعده وفاته صلى الله عليه وآله وسلم والرجل لايعلم فلما علم حزن حزنا شديدا ، فقال له الحسين (عليه السلام) روحي فداه ، معناه : أتريد أتنظر الى من يشبه الرسول صلى الله عليه وآله ، خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه عليا الاكبر (عليه السلام) ، ففرح الرجل ، ثم سئله الحسين صلوات الله عليه ، ايها الرجل ما الذّ اللذائذ ؟

فقال :أن يكون عندك ولد كهذا فيمشي أمامك ، ثم قال الحسين (عليه السلام) ما أشدّ الأحزان فقال فقدك كهذا الولد ، الى آخره ... لعن الله الظالمين لكم ياآل محمّد صلوات الله وسلامه عليكم أجمعين الى يوم الدين .

1 ـ قال النبي العظم صلى الله عليه وسلم : الوالد ريحانة . وريحانتاي الحسن والحسين عليهم صلوات الله تعالى ... غوالي الدرر حرف الواو ، ص 168 .