نعوذ بالله من النار ومن غضب الجبار ، ان المعاصي كثيرة ، وبعضها كبيرة ، ومن اكبرها سخط الوالدين ، فانه داء وبيل ، من ابتلى لا ينجيه ملك مقرّب ، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يحذّرنا من سخط الوالدين وينذرنا النار وغضب الجبار . اللهم أرض عنا والدنيا بمحمّد وآله الأطهار صلواتك عليهم أجمعين .
1ـ وقد ورد عن الرسول الاعظم محمّد صل الله عليه وآله وسلّم : ومن اصبح مسخطاً لأبويه ، صبح له بابان مفتوحان الى النار ، ومن أمسى مثل ذلك ، وان كان واحداً فواحد ، وان ظلما ، وان ظلما ، وان ظلما .... ذرايع البيان الآفة الثامنة ، ص 178 .
واله ، وقال للرسول : قل لها ان قدرت على المسير الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، والاّ فقرّي في المنزل حتى يأبيك ، فجاء اليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) . فقالت : نفسي له الغداء ، انا احق بأتيانه فتو كأن على عصى ، واتت الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، فسلّمت ، فرّد عليها السلام ، وقال لها : يا أم علقمة اصدقيني ، وان كذبتيني جاء الوحي من الله تعالى ، كيف كان حال ولدك علقمة ؟
قالت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كثير الصلاة وكثير الصيام ، وكثير الصدقة .
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) : فما حالك ؟ .
قال : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) انا عليه ساخطة . قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ولم ؟
قالت : يا رسول الله يؤثر على زوجته ويعصيني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ان سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا بلال انطق واجمع لي حطبا كثيراً !
قالت : يارسول الله صلى وما تصنع به ؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : احرقه بالنار بين يديك قالت : يارسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي . قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا أم علقمة عذاب الله اشّد وأبقى ، فان سرّك أن يغفر الله له فارضى عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته ولا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : اني اشهد الله تعالى وملائكته ومن حضرني من المسلمين : اني قد رضيت عن ولدي علقمة . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : انطلق يا بلال اليه فانظر هل يستطيع أن يقول: لا اله الاّ الله . أم لا ، فلعلّ أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء