جهاد الاکبر او جهاد النفس

سید روح الله الموسوی الخمینی

نسخه متنی -صفحه : 49/ 34
نمايش فراداده

إن عالم السوء.. العالم الغارق في حب الدنيا.. العالم الذي لا يفكر بغير البقاء في مركزه والحفاظ على زعامته؛ إن مثل هذا العالم لا يستطيع مجاهدة أعداء الإسلام، وإن ضرره أكثر من غيره.. فلتكن خطواتكم ربانية.. أخرجوا حب الدنيا من قلوبكم، وآنذاك يمكنكم أن تجاهدوا.. فليحاول كل واحد منكم أن يلقن نفسه من الآن بأنه يتطلع لأن يكون جندياً يضحي من أجل الإسلام.. يتطلع للتضحية من أجل الإسلام.. لا تتشبثوا بالذرائع وتخلقوا لأنفسكم الأعذار بأن المرحلة لا تقتضي ذلك.. جدوا واجتهدوا لتكونوا في المستقبل نافعين للإسلام، وباختصار أن يكون كل واحد منكم إنساناً.

إن عملاء الاستعمار يخشون الإنسان.. المستعمرون الذين لا يفكرون بغير نهب ثرواتنا، ولا يسمحون أن يتربى في جامعاتنا "إنسان"، لأنهم يخشون الإنسان. فإذا ما وجد إنسان في دولة ما فإنه سوف يهدد مصالحهم.

إنكم تتحملون مسؤولية بناء أنفسكم ليصبح كل واحد منكم إنساناً سوياً ومتكاملاً، يقف في وجه مخططات أعداء الإسلام المشؤومة. فإذا لم تنظموا أنفسكم وتعدوا العدة للتصدي للضربات التي تكال كل يوم للإسلام، فسوف تقضون على أنفسكم وكذلك على أحكام الإسلام، وستكونون مسؤولين عن ذلك كله.

أنتم أيها العلماء.. وأنتم أيها الطلاب.. يا طلبة العلوم الدينية.. ويا أيها المسلمون، كلكم مسؤولون.. مسؤوليتكم أيها العلماء وطلبة العلوم الدينية تأتي في الدرجة الأولى، ثم مسؤولية بقية المسلمين. "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"(58).

أنتم أيها الشباب، ينبغي لكم أن تقووا من إرادتكم لكي يتسنى لكم مجابهة كل أنواع الظلم والاستبداد، ولا سبيل غير ذلك.. إن كرامتكم وكيان الإسلام وكرامة الدول الإسلامية منوطة بمدى استعدادكم للتضحية والبذل والعطاء.