حیاة الامام الحسین (علیه السلام) من بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام)

محمد باقر المجلسی‏؛ محقق: محمدباقر بهبودی

جلد 2 -صفحه : 411/ 12
نمايش فراداده

بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم اللهماحبس عنهم قطر السماء، وابعث عليهم سنين كسني يوسف، وسلط عليهم غلام ثقيفيسقيهم كأسا مصبرة، ولا يدع فيهم أحدا إلا (قتله) قتلة بقتلة، وضربة بضربة،ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي و أشياعي منهم، فإنهم غرونا وكذبوناوخذلونا، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.

ثم قال: أين عمر بن سعد؟ ادعوا لي عمر! فدعيله، وكان كارها لا يحب أن يأتيه فقال: يا عمر أنت تقتلني؟ تزعم أنيوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنأ بذلك أبدا، عهدامعهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكأنيبرأسك على قصبة قد نصب بالكوفة، يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضا بينهم.

فاغتاظ عمر من كلامه، ثم صرف بوجهه عنه،ونادى بأصحابه: ما تنتظرون به؟ احملوا بأجمعكم إنما هي اكلة واحدة،ثم إن الحسين دعا بفرس رسول الله المرتجز فركبه، وعبأ أصحابه.

أقول: قد روى الخطبة في تحف العقول نحوامما مر ورواه السيد بتغيير واختصار (1) وستأتي برواية الاحتجاج أيضا.

ثم قال المفيد رحمه الله: فلما رأى الحر بنيزيد أن القوم قد صمموا على قتال الحسين عليه السلام قال لعمر بن سعد: أيعمر! أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: إي والله قتالا شديدا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيحالأيدي، قال: أفما لكم فيما عرضه عليكم رضى؟ قال عمر: أما لو كان الامر إليلفعلت، ولكن أميرك قد أبى، فأقبل الحر حتى وقف من الناس موقفا ومعه رجل منقومه يقال له قرة بن قيس فقال له: يا قرة هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا،قال: فما تريد أن تسقيه؟ قال قرة:

فظننت والله إنه يريد أن يتنحى ولا يشهدالقتال، فكره أن أراه حين يصنع ذلك فقلت له: لم أسقه وأنا منطلق فأسقيه،فاعتزل ذلك المكان الذي كان فيه فوالله لوأنه

(1) تحف العقول ص 240 الملهوف ص 85 - 88