حیاة الامام الحسین (علیه السلام) من بحار الانوار الجامعة لدرر أخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام)

محمد باقر المجلسی‏؛ محقق: محمدباقر بهبودی

جلد 2 -صفحه : 411/ 13
نمايش فراداده

اطلعني على الذي يريد لخرجت معه إلىالحسين (1).

فأخذ يدنو من الحسين قليلا قليلا، فقال لهمهاجر بن أوس: ما تريد يا ابن يزيد؟ أتريد أن تحمل؟ فلم يجبه فأخذه مثلالأفكل وهي الرعدة، فقال له المهاجر: إن أمرك لمريب، والله ما رأيتمنك في موقف قط مثل هذا، ولو قيل لي:

من أشجع أهل الكوفة؟ لما عدوتك، فما هذاالذي أرى منك؟ فقال له الحر: إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار،فوالله لا أختار على الجنة شيئا ولو قطعت وأحرقت.

ثم ضرب فرسه فلحق الحسين عليه السلام فقالله: جعلت فداك يا ابن رسول الله أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع، وسايرتكفي الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردونعليك ما عرضته عليهم، ولا يبلغون منك هذه المنزلة، والله لو علمت أنهمينتهون بك إلى ما أرى ما ركبت مثل الذي ركبت، وأنا تائب إلى الله مما صنعت، فترىلي من ذلك توبة؟ فقال له الحسين عليه السلام: نعم يتوب الله عليكفأنزل فقال: أنا لك فارسا خير مني راجلا أقاتلهم على فرسي ساعة، وإلى النزول مايصير آخر أمري، فقال له الحسين عليهالسلام:

فاصنع يرحمك الله ما بدا لك.

فاستقدم أمام الحسين عليه السلام فقال: ياأهل الكوفة لأمكم الهبل والعبر (2) أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكمأسلمتموه؟ وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكمدونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه؟ أمسكتم بنفسه،وأخذتم بكلكله، وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه إلى بلاد الله العريضة،فصار كالأسير في أيديكم: لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا، وحلأتموه ونساءهوصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري تشربه اليهود والنصارى والمجوس، وتمرغفيه خنازير السواد وكلابهم، وهاهم قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا فيذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ

(1) كذب عدو الله، فإنه قد رأى الحر بعد ذلكحين يقاتل ذبا عن آل رسول الله.

(2) الهبل: الثكل، والعبر: الموت يقال عبرالقوم: ماتوا: