ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد

اب‍ی‌ع‍ب‍دال‍ل‍ه‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ م‍ح‍م‍د ب‍ن‌ ال‍ن‍ع‍م‍ان‌ ال‍ع‍ک‍ب‍ری‌ ال‍ب‍غ‍دادی‌ ال‍ش‍ی‍خ‌ ال‍ف‍م‍ی‍د؛ محقق: م‍وس‍س‍ه‌ آل ال‍ب‍ی‍ت‌ (ع‌) ل‍ت‍ح‍ق‍ی‍ق‌ ال‍ت‍راث‌

جلد 1 -صفحه : 353/ 2
نمايش فراداده

( 3 )

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، منتهى الحمد ، وغايته ، وصلى الله على محمد النبي الاُمّي ، والرحمة المهداة، وعلى أهل بيته سفن النجاة، ومنائر الهدى .

أما بعد :

فلعله من البديهي القول بانَّ كتابة التأريخ ، أوما يُصطلح على تسميته بعلم التاريخ ، يُعد بلا شك من علوم المعرفة التي حظيت بالعناية الواسعة من قبل المسلمين بحيث يعدو من العسير تصور وجود أُمة أخرى اقامت لها تأريخاً واسعاً ومسهباً كما هو لدى المسلمين .

وإذا كان هَمُّ المسلمين عقب العهد الاسلامي الأول هو تثبيت وحفظ مغازي الرسول الاكرم (صلّى الله عليه وآله ) لما لها من دلالة مهمة على حقيقة شهدت الانعطاف الكبير المعاكس في حياة البشرية ، نحو اقرار المثل ، وتصحيح الانحراف الذي اصاب كل الكيانات الاساسية في البنيان البشري ، وترجمة ملموسة لحاجة المجتمع إلاسلامي في محاولته ارساء العقائد والاحكام الشرعية التي جاء بها صاحب الشريعة ، وتثبيتها كاصول تعبدية، فان القرآن