ابن حماد العبدی و شعره فی الغدیر

عبدالحسین الأمینی

نسخه متنی -صفحه : 32/ 2
نمايش فراداده

ابن حماد العبدي وشعره في الغدير \n

ابن حماد العبدي وشعره في الغدير تأليف العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني

ابن حماد العبدي

(1)

ألا قل لسلطان الهوى: كيف أعمل * لقد جار من أهوى وأنت المؤمل؟!

أأبدي إليك اليوم ما أنا مضمر * من الوجد في الأحشاء أم أتحمل؟!؟!

وما أنا إلا هالك إن كتمته * ولا شك كتمان الهوى سوف يقتل

فخذ بعض ما عندي وبعض أصونه * فإن رمت صون الكل فالحال مشكل

لقد كنت خلوا من غرام وصبوة * أبيت وما لي في الهوى قط مدخل 5

إلى أن دعاني للصبابة شادن * تحير فيه الواصفون وتذهل

بديع جمال لو يرى الحسن حسنه * لفر اختيارا أنه منه أجمل

فسبحان من أنشاه فردا بحسنه * فلا تعجبوا فالله ما شاء يفعل

دعاني فلم ألبث ولبيت عاجلا * وما كنت لولا ذلك الحسن أعجل

بذلت له روحي وما أنا مالك * وفي مثله الأرواح والمال تبذل 10

وصرت له خدنا ثلثون حجة * أعانق منه الشمس والليل أليل

بسمعي وقر إن لحا فيه كاشح * كذاك به عن عذل من راح يعذل

إلى أن بدا شيبي ولاح بياضه * كما لاح قرن من سنا الشمس مسدل

وبدل وصلي بالجفا متعمدا * وما خلته للهجر والصد يفعل

فحاولته وصلا فقال لي ابتدأ * وإلا يمينا إنه ليس يقبل 15

وفر كما من (حيدر) فر قرنه * وقد ثار من نقع السنابك قسطل

غداة رأته المشركون وسيفه * بكفيه منه الموت يجري ويهطل

حسام كصل الريم في جنباته * دبيب كما دبت على الصخر أنمل