دولة المهدی المنتظر (عج)

ابراهیم الانصاری البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 67/ 4
نمايش فراداده

ومن هنا نعرف أهميَّةَ ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال:

(إنِّي تارك فيكم الثقلين كتابَ الله و عترتِي أهلَ بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلُّوا بعدي أبداً وأنَّهما لن يفترقا حتّى يَردا عليَّ الحوض)(الحديث متواتر بين العامة و الخاصة راجع:بحار الأنوار ج2 ص100 رواية 59 باب14-ج2 ص285 رواية 2 باب34-ج 5 ص 21 رواية 30 باب1)

والحديث من أبرز الأحاديث المتواترة لفظاً لدى الفريقين وقد صدر عنه صلى الله عليه و آله هذا النصّ في مواطن عديدة ، ولو تأمَّلنا في مضمونه لاستنتجنا منها أموراً كثيرة .

نشير إلى ما ذكره الإمام الزرقاني المالكي حيث قال:

1- أنَّهم عليهم السلام عِدل كتاب الله .

2- أنَّ الهداية منحصرة بالتمسك بهما .

3- أنَّهم هم المفسرون والواقفون على أسرار القرآن ورموزه .

4-وجود من يكون أهلاً للتمسك بالقرآن من عترته في كل زمن إلى قيام الساعة حتّى يتوجَّه الحثُّ المذكور على التمسك به كما أنَّ الكتاب كذلك(الإمام الزرقاني المالكي يحكي في شرح المواهب ج7ص8 عن السمهودي نقله العلاّمة الأميني في الغدير).

أقول: مضافاً إلى ذلك فالمقصود من لن يفترقا ليس في عالم الدنيا فحسب بل في جميع العوالم من المُلك (الدنيا) والملكوت (البرزخ) والجبروت (الآخرة) حتى يردا عليَّ الحوض .

أهل البيت و تفسير القرآن الكريم

التفاسير التي نقلت عن أئمتنا عليهم السلام على نحوين رئيسين:

الأوَّل: ما يبيِّنونه عليهم السلام من معانٍ للآية من غير أن يكونوا بصدد إقناعنا نحن كقولهم في تفسير ما كنتم تكتمون:

(عن الإمام السجاد عليه السلام : ...وما كنتم تكتمون ظنَنَّا أنّ لا يخلق الله خلقاً أكرم عليه منّا)(بحار الأنوار ج 99 ص 205 رواية 19 باب36).

وفي هذه الموارد يأتي دور التعبُّد بكلامهم عليهم السلام وقبول ما صدر منهم حيث أنَّ كلامهم هو كلام الله .

الثاني: وهو الأكثر وذلك من خلال الإستشهاد بآياتٍ أخر متَّصلة بالآية المطلوب تفسيرها أو منفصلة عنها تكون دليلاً على معناها وهذا من تفسير القرآن بالقرآن عن الأئمَّة عليهم السلام .

ولهذا النوع من التفسير شواهدُ عديدةٌ في كلامهم عليهم السلام سوف تُواجه مواردَ كثيرةً منها ضمن البحث ، ولا بأس بذكر أحد النماذج البينَّة وهي قضية ابن أبي داود حين رجع من عند المعتصم وهو مُغتَم وكان يتمنَّى أنه لم يكُ حياً حيث أقرَّ رجلٌ على نفسه بالسرقة وأراد من الخليفة أن يُطهِّره بإقامة الحدِّ عليه فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه وكلٌّ قد أفتى بما يراه وكان أبو داود من جملة الفقهاء الذين أفتَوا بغير علمٍ (فالتفت الخليفة إلى محمَّد بن عليٍّ عليه السلام فقال : ما تقول في هذا ، أبا جعفر فقال : قد تكلم القوم فيه ، قال دعني ممّا تكلَّموا به ، أيُّ شيءٍ عندك قال أعفني عن هذا قال أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه فقال أما إذا أقسمت عليَّ بالله إنِّي أقول : أنَّهم أخطئوا فيه السنة فإنَّ القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف قال : و ما الحجَّة في ذلك قال قول رسول الله صلى الله عليه وآله السجود على سبعة أعضاء الوجه واليدين والركبتين والرجلين فإذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها وقال الله تبارك وتعالى و أن المساجد لله (الجن/18) يعنى به هذا الأعضاء السبعة التي يُسجد عليها فلا تدعوا مع الله أحداً وما كان لله لم يُقطع . قال : فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع دون الكف)(بحار الأنوار ج 50 ص 6 رواية 7 باب1-ج 79 ص 191 رواية 33