سورة القارعة

سعید حوی

نسخه متنی
نمايش فراداده

سعيد حوى

سعيد حوى

سورة القارعة

وهي إحدى عشرة آية وهذه هي:

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

(القارعَةُ، ما القارعةُ، وما أدراكَ ماالقارِعَةُ، يَومَ يكونُ النَّاسُ كالفراشِ المبثوثِ، وتكونُ الجبالُ كالعِهنِ المنفُوشِ، فأمَّا من ثَقُلت موازينه فَهوَ في عيشةٍ رَّاضية، وأَمَّا مَن خفَّتموازينه، فأُمُهُ هاويةٌ، وما أدراكَ ماهيه، نارٌ حامية).

التفسير:

(القارعة) قال ابن كثير: القارعة من أسماء يوم القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغيرذلك (ما القارعة) هذا سؤال يراد به تعظيم أمرها وتفخيم شأنها: (وما أدراك ما القارعة) قال النسفي: أيّ شيء أعلمك ما هي، ومن أين علمت ذلك؟ أقول: وفي السؤال الثاني كذلك تفخيمآخر لشأنها. قال ابن كثير: ثم فسر ذلك بقوله: (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) قال النسفي: (شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والتطاير إلى الداعي من كلجانب، كما يتطاير الفراش إلى النار وقال ابن كثير في الآية: (أي في انتشارهم وتفرّقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث) (وتكون الجبال كالعهنالمنفوش) قال النسفي: شبه الجبال بالعهن: وهو الصوف المصبّغ ألواناً لأنها ألوان (ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها) وبالمنفوش منه لتفرق أجزائها. قال ابن كثير: ثمأخبر تعالى عما يؤول إليه كل العاملين، وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعمالهم. فقال (فأما من ثقلت موازينه) قال النسفي: أي باتباعهم الحق وهي جمع موزون وهوالعمل الذي له وزن وحظّ عند الله أو جمع ميزان وثقلها رجحانها، وقال ابن كثير: أي رجحت حسناته على سيئاته (فهو في عيشة راضية) أي: ذات رضا أو مرضية. قال ابن كثير: يعني فيالجنة (وأما من خفّت موازينه) قال النسفي: أي باتباعه الباطل. قال ابن كثير: أي رجحت سيئاته على حسناته (فأُمُّه هاوية) قال النسفي: أي فمسكنه ومأواه النار، وقيل للمأوى أمّعلى التشبيه لأن الأمّ مأوى الولد ومفزعه. وقال ابن كثير: قيل معناه فهو ساقط في الهاوية، وهي اسم من أسماء النار (وما أدراك ماهية) قال النسفي: الضمير يعود إلى هاويةوالهاء للسكت، ثم فسّرها الله عز وجل فقال: (نار حامية) قال النسفي: أي بلغت النهاية في الحرارة.

كلمة في السياق:

بينت السورة عاقبة المتقين الذين ثقلت حسناتهم،وعاقبة الكافرين الذين لا يقبل الله عز وجل منهم عملاً، وفي ذلك دعوة للإيمان والتقوى والعمل الصالح، كما أن فيها دعوة للتحرر من الكفر والفجور، وصلة ذلك بمقدمة سورةالبقرة لا تخفى.

فائدة:

بمناسبة قوله تعالى: (وأما من خفّت موازينه، فأمّه هاوية، وما أدراك ماهية، نارٌ حامية) قال ابن كثير: (روى ابن جرير عن الأشعث بن عبد اللهالأعمى قال: إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين فيقولون: روّحوا أخاكم فإنه كان في غم الدنيا قال: ويسألونه ما فعل فلان؟ فيقول: مات أو ما جاءكم؟ فيقولون: ذهب بهإلى أمه الهاوية، وقوله تعالى: (نارٌ حامية) أي: حارة شديدة الحر قوية اللهب والسعير. قال أبو مصعب عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال: 'نار بنيآدم التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم' قالوا: يا رسول الله إن كانت لكافية؟ فقال: 'إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً' ورواه البخاري، وروى الترمذي وابن ماجه عنأبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): 'أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضّت، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت، فهي سوداء مظلمة'.

المصدر : الاساس في التفسير