فيقول مروان: إنك تهزأ بي، فيقول يونس: لا. إنه يقول فيها: فأصَبْتُ حبةً قلبها و طِحالها، و «طحالها» لا يقولها شاعر. يقول مروان:
بأكفكم، أم تحجبون هلالها؟
هل تطمسون من السماء نجومها
جبريل بَلَّغَها النبى فقالها؟
أم تجحدون مقالة من ربكم
بتراثهم فأردتمو إبطالها!(1)
شهدت من الأنفال آخر آية
ويقول مروان محتجا أيضا فى قصيدة أخري:
و يقول دعبلالخزاعي:
أروح و أدو دائم الحسرات
ألم ترانى مذ ثلاثين حج و يقول دعبل الخزاعي:ة
أنظر كيف سما الكميت بالمعني، فجعل أمور بنى أمية، إنما تنفذ بالخاتم الهاشمى الذى غصبو غصبالم يعهد فى الغصب له نظير، و ما هذا الخاتم غير الخلاقه! فهو ينعىعلى الأمويين أنهم يحكمون باسم الهاشميين ظلماً و عدوانا، لا أنه يريد أن يثبت حق الهاشميين فى الخلاقة، فذلك مقرر مغرغ منه، لا ينتطح فى الخلاف فيه عنزان!.
و كذلكيفعل دعبل، فهو يكنى بالفيء عن الخلاف، و يضيفها اليهم مرتين؛ و كما عجب الكميت لذلك الغصب الغريب، تحسر دعبل على تقسم الفيء فى غيرهم من زبيريين و أمويين؛ سفيانيين و
(1) يريد قوله تعالي: «و أولو الأرحام بعضهم أولى ببعض فى كتاب الله».